لو سلمنا بمبررات السلطة وردود فعلها على عاصفة الانتقادات التي تتعرض لها « بأن ما جرى كان ضمن رؤية واضحة للمديرية التي طعّمت عدداً من رجال الإصلاح ووجهاء العشائر ورجال الدين والإعلاميين، وذلك لـتشجيع الشعب الفلسطيني على أخذ لقاح كورونا ولزيادة ثقة الجمهور بها, فلماذا تم تسريب مئات اللقاحات الى الاردن, هل هذا يدخل ايضا في دائرة تشجيع المواطنين, ان هذا التبرير الهدف منه مواجهة حالة التشكيك التي بات المواطن الفلسطيني متيقنا منها, بأن السلطة تتلاعب في موضوع اللقاحات, وهذا التلاعب يأتي على حساب المواطن البسيط قليل الحيلة, وطبيعي ان حالة عدم الثقة لن تخدم السلطة وتيار فتح المتنفذ داخلها في موضوع الانتخابات القادمة, لأنها تعكس حالة فساد مستشرية في صفوفها, ويدرك الفلسطيني انه هو الضحية, ومن يدفع الثمن وأن كل حقوقه مهدرة, وهو ما يؤدي الى حالة عدم ثقه في المسؤول وبالتالي عدم دعمه في أي انتخابات, وعدم تصديق وعوده الانتخابية, وكان من المفترض بدلا من ان يتم تسريب اللقاحات الى الاردن, ان تستغلها السلطة في تطعيم القطاع الصحي الذي يتعامل مع كل حالات «كورونا» وهو عرضة دائما للإصابة بالعدوى, وما يتبقى من اللقاح من الممكن ان يتم التصرف به وفق الاولويات وليس بالمحسوبية والوساطات, فماذا يعني ان وزيراً واسرته يتلقى اللقاح, ورجال عشائر وصحفيين, ويحرم من ذلك المواطن البسيط.