السلطة ترى في استكمال الحوارات في القاهرة مجرد وضع للرتوش الاخيرة على العملية الانتخابية فتتحدث عن "أمن العملية" الانتخابية بشكل أساسي. وأن اللجنة ستطلع الفصائل على سير الخطوات التي تقوم بها لإنجاح الانتخابات، وشرح كافة متطلبات عملية الترشح, والمبالغ المالية الواجب دفعها, لذلك قال هشام كحيل المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية، إن اللجنة ستشارك في اجتماع الفصائل الذي سيعقد في السابع عشر من الشهر الجاري في القاهرة، وستركز في نقاشها على "أمن العملية" الانتخابية بشكل أساسي, وهو ما يفسر توجه السلطة للحوار في القاهرة للترتيب للانتخابات فقط, وليس لفتح حوارات ونقاشات حول ضرورة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, والشروع بإعادة تشكيل المنظمة, والتوافق على برنامج وطني, وتعدد الخيارات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال, فالسلطة ممثلة بحركة فتح تعتبر ان كل هذه الملفات مرحلة الى ما بعد الانتخابات, والطرف الفائز يمكن ان يفرض برنامجه الانتخابي وفق رؤيته, لكن هذا لا ينسجم مع رؤية الفصائل الفلسطينية التي ترى في التوافق الفلسطيني وفي الوحدة بين الفصائل المكسب الاكبر للفلسطينيين. لاستكمال بيان الحد الادنى الذي صدر فبراير الماضي في اعقاب حوار القاهرة, يجب الاجابة عن التساؤلات التي يبحث الشعب الفلسطيني عن اجابة شافية عنها, ما مصير المصالحة الفلسطينية, واين خطوات المصالحة المجتمعية, وكيف ستتعامل السلطة مع سلاح المقاومة, وماذا عن تعدد خيارات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, وماذا عن موقف السلطة من اتفاقية اوسلو وملحقاتها, وكيف يمكن ان نتخلص منها بعد ان جلبت اوسلو لشعبنا الفلسطيني كل هذه الويلات, يجب ان لا تقيد السلطة ملفات الحوار, وان تفتح المجال للاستماع لوجهات النظر المختلفة, وان تعتبر التوافق الداخلي هو الاساس الذي تبنى عليه الانتخابات الفلسطينية, وهو الضمانة الاساسية لنجاحها, ولا زالت امال شعبنا الفلسطيني معقودة على حوارات القاهرة الذي يمثل نجاحه خلاص لشعبنا من الكثير من الاشكاليات السياسية والحياتية والمعيشية التي عانى ولا زال يعاني منها.
