الى اين اوصلتنا الواقعية الانهزامية, اليوم ونحن نتعامل معها نجد مواقفنا السياسية قد انحدرت تماما الى حد خطير وغير مسبوق, فالمصالحة التي تعني العمل تحت برنامج السلطة "الاستسلامي" في صراعها مع الاحتلال خطرها يبقى كبيرا, والانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تدفعنا لتبني خيارات السلطة السياسية يبقى خطرها كبيرا ايضا, والمصلحة الفلسطينية التي تعني تحييد سلاح المقاومة وتهميشه يبقى خطرها اكبر, لذلك فان الواقعية لا يجب ان ترتبط بالانهزامية والتراجع عن الثوابت, فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يساوم في بداية الدعوة الاسلامية, وانما قال لعمه "والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يأذن لي ربي او اهلك دونه" وهو صلى الله عليه وسلم الذي حث المسلمين على الصبر والتحمل وهم يعذبون اشد العذاب على يد كفار قريش, فعن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضى الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، واللهِ ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون.
