الاستقلال / محمد أبو هويدي
محمود الزطمة (أبو الحسن) اسم من نور، لمع في سماء المجد، مجد لا يتوقف وجهاد أبهر العالم، ومقاومة جعلت من أجساد الاستشهاديين قنابل بشرية تنتقل من مكان لآخر لترى المكان المناسب وتضغط على مفتاح "الشهادة" لترتقي في أبهى صور التضحية والفداء.
الميلاد والنشأة
ولد الشيخ المجاهد/ محمود صقر الزطمة بتاريخ 9-9-1955م، هاجرت أسرته من بلدة يبنا إحدى المدن الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948م ليستقر بها المقام في مدينة رفح.
تربى الشهيد في أسرة متدينة وكان ترتيبه الثاني بين إخوته، حيث درس في مدارس مدينة رفح وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي وحصل منها على الثانوية العامة، لينتقل بعدها للدراسة في جمهورية مصر العربية، فيلتحق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس المصرية، فتخصص الشهيد هندسة كهربائية ليتخرج بامتياز وينال شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، هذا التخصص الذي أهله فيما بعد لإعداد العبوات وصناعة المتفجرات التي آلمت العدو.
منذ ريعان شبابه كان على معرفة بالشهيد الدكتورفتحي الشقاقي الأمين العام والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والذي كان له دور في اختيار الكلية والتخصص لشهيدنا المجاهد، وبعد تخرجه من الجامعة انتقل الشهيد للعمل في دولة الجزائر الشقيقة، وهناك تعرف على زوجته الجزائرية ليكوّنا أسرة من ستة أبناء.
صفاته وأخلاقه
اتصف الشهيد "أبو الحسن" بالإيثار لأصدقائه وأخوته وتفضيلهم على نفسه، ولا يذكر إخوانه بسوء، وإذا ما ذكر أحدهم أخاً بسوء أمامه تجاهل الأمر وكأنه لم يسمع شيئاً، كما كان صابرا محتسبا كل ما يتعرض له من أذى في سبيل الله.
شارك الشهيد "أبو الحسن" في الكثير من مناسبات ومهرجانات حركة الجهاد الإسلامي، وخاصة أعراس الشهادة، لكن بصمت وبعيداً عن الأضواء وساعده على ذلك أن صورته لم تكن معروفة لدى كثيرين من أبناء الحركة منذ انخراطه في العمل العسكري.
مشواره الجهادي
اختاره الشهيد الشقاقي رحمه الله ليكون أول المتدربين في حركة الجهاد الإسلامي على إعداد العبوات الناسفة وصناعة المتفجرات فتلقى الشهيد تدريبات عسكرية في الخارج (الجزائر – سوريا - لبنان).
عاد الشهيد(أبو الحسن) إلى أرض الوطن بعد أن تلقى تدريبات كافية أهّلته ليكون المهندس الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والخبير الأول في فلسطين، في إعداد العبوات وصناعة المتفجرات.
عمل الشهيد أبو الحسن بعد عودته إلى أرض الوطن في وكالة الغوث، في مجال تخصصه الجامعي حتى العام 1995م، إلا أن ذلك لم يمنعه من القيام بواجبه الجهادي نحو فلسطين، ما جعله مطلوبا لقوات الاحتلال خاصة بعد عملية بيت ليد الجريئة والشهيرة، ما عرّضه للاعتقال من قبل أجهزة أمن السلطة ليمضي في سجونها أكثر من خمس سنوات، تعرض خلالها لتعذيب شديد في سجون السلطة الفلسطينية ما استدعى نقله الى المشفى لتلقي العلاج.
ومع انتفاضة الأقصى خرج الشهيد أبو الحسن من السجن أكثر إصراراً على مواصلة جهاده ضد قوات العدو الغاصب فواصل عمله في إعداد الاستشهاديين وتجهيزهم.
استشهاده
في مساء الخميس العاشر من أبريل لعام 2003م وفي تمام الساعة الرابعة عصراً، كان فارسنا على موعد مع الارتقاء الأجمل، عندما أطلقت طائرات الاحتلال ثلاثة صواريخ باتجاه السيارة التي كان يستقلها في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وهكذا اختتم شهيدنا الفارس حياته مقداما لا يتراجع، مقبلا غير مدبر، قابضا على جمرتي الدين والوطن.
لماذا اغتيل أبو الحسن؟
مهندس عملية بيت ليد الاستشهادية اعتبرته قوات الاحتلال الصهيونية المسئول الأول عنها فقررت تصفية كل من له علاقة بها فأقدمت على عملية اغتيال جبانة للقائد/ محمود الخواجا أحد أبرز قادة ومؤسسي الجهاز العسكري "قسم" واتبعت ذلك باغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
يعتبر المسئول عن أول عملية استشهادية في فلسطين والتي نفذها الاستشهادي "أنور عزيز" في العام 1993م.
عملية نيتساريم بتاريخ 11/11/1994م والتي نفذها الاستشهادي: هشام حمد.
عملية بيت ليد بتاريخ 22/1/1995م والتي نفذها الاستشهاديان: أنور سكر و صلاح شاكرعملية كفار داروم بتاريخ 9/4/1995م والتي نفذها الاستشهادي: خالد الخطيب.
يعتبر المشرف العام على الكثير من عمليات سرايا القدس تخطيطاً وإعداداً واعتبر المهندس الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والخبير الأول للعمليات الاستشهادية التفجيرية في فلسطين.
التعليقات : 0