الطلبة "الموهوبون"بغزة.. مصير قيد الدراسة

الطلبة
محليات

الاستقلال/ عبد الله الشوربجي

عبر المئات من طلبة مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية وسط مدينة غزة، عن امتعاضهم وتذمرهم من القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم بتحويل مدرستهم إلى مدرسة ابتدائية، الأمر الذي قابله الطلبة والمعلمون وأولياء الأمور بتعليق الدوام المدرسي والاعتصام داخل ساحة المدرسة للمطالبة بالعدول عن هذا القرار. وكانت وزارة التربية والتعليم، أعلنت في بيان لها عن نيتها تحويل مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية بمنطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة إلى مدرسة ابتدائية، نظراً لاحتياج هذه المنطقة إلى مدرسة أساسية, وتوزيع الطلبة الموهوبين البالغ عددهم 900 طالب وطالبة على المدارس المجاورة.

 

سريعًا انتقلت ضجة القضية من باحة المدرسة إلى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث دشّن طلاب المدرسة الحاليون والسابقون وعددٌ من نشطاء المواقع الاجتماعية هاشتاقًا بعنوان “#لا_لإلغاء_مدرسة_الموهوبين”، هاجموا فيه قرار الوزارة ودعوا فيه إلى إلغائه.

 

الصحفي تامر المسحال أعرب عن أسفه لقرار الوزارة، حيث كتب على حائطه الشخصي على “فيسبوك” «مؤلم ان تسمع أن هناك توجها في وزارة التربية والتعليم لالغاء مدرسة الموهوبين في غزة وتحويلها الى مدرسة عادية ، فبدلا من أن يتم تطوير الفكرة والارتقاء بهذه المدرسة التي خرجت نخبا فلسطينية رائدة في كل المجالات وشخصيا اعتز وأتشرف أنني أحد خريجيها ولكن للاسف اليوم يُصار إلى الغائها فأتمنى ان يتم وأد هذا التوجه في مهده» .

 

استياء وتذمر

 

 الطالب بمدرسة الموهوبين محمد نصار، عبر عن استيائه من القرار الصادر عن الوزارة بإغلاق المدرسة وتحويلها إلى مدرسة ابتدائية، واصفاً هذا القرار بالخاطئ.

 

وأوضح نصار لـ"الاستقلال"، أن إدارة المدرسة أبلغت الطلبة باختيار المدرسة المناسبة لكل طالب للذهاب إليها بعد قرار الوزارة، وهو ما رفضه الطلبة ودفعهم إلى الاعتصام في ساحة المدرسة رفضاً لهذا القرار.

 

وأشار إلى قيام الطلبة بعدة خطوات بهدف الضغط على الوزارة للعدول عن قرارها، أبرزها التواصل مع وكيل الوزارة بغزة, بالإضافة إلى إطلاق هاشتاق "لا لإلغاء مدرسة الموهوبين", مطالباً الجميع بالوقوف بجانب الطلبة الموهوبين وحقهم العادل.

 

قرار خاطئ

 

ولا يختلف حال الطالبة آمنة كساب عن سابقها، حيث رأت أنه قرار سلبي يضر بمصلحة 900 طالب وطالبة وأولياء أمورهم، مؤكدة على مواصلة الطلبة الاعتصام وتعليق الدراسة وعدم الدخول إلى القاعات الدراسية، حتى تحقيق مطالبهم والعدول عن هذا القرار.

 

وقالت كساب لـ"الاستقلال":" إن مدرسة الموهوبين نبض متصل بمستقبلنا وإذا أذيبت أذيب مستقبلنا, وهذا القرار ما هو إلا قتل للإبداع والتميز في المدارس"، مؤكدة على التمسك بمطالب الطلبة وأولياء أمورهم، بالعدول عن قرار الوزارة، وعدم الرجوع عنها نهائياً.

 

ودعت كساب وزارة التربية والتعليم، إلى إلغاء هذا القرار باعتباره قراراً خاطئاً يمس بمصلحة الطلبة جميعاً، متمنية أن تتمخض الاجتماعات التي تعقد بين أولياء الأمور والوزارة عن قرارات ايجابية خلال الفترة القليلة الماضية .

 

رفض تام

 

من جهته، عبر نائب مدير مدرسة الموهوبين للطلاب علاء أبو فول، عن رفض  ادارة  المدرسة التام لقرار الوزارة القاضي بتحويل مدرسة الموهوبين إلى مدرسة ابتدائية، موضحاً أن المدرسة تخرج في كل عام العشرات من الموهوبين وأوائل الطلبة على مستوى الوطن.

 

وقال أبو فول لـ"الاستقلال": "قمنا بالاستفسار من الطلبة عن المدرسة التي يرونها مناسبة للذهاب إليها نظراً لقرار الوزارة، وهو ما رفضه الطلبة بشكل قاطع ودفعهم إلى تنظيم اعتصام في ساحة المدرسة بمشاركة أولياء أمورهم".

 

وكشف أبو فول، أن وفد الوزارة دعا ممثلي إدارة المدرسة ومجلس أولياء الأمور للمشاركة في اجتماع مع الوزارة من أجل التباحث حول المشكلة، مؤكدًا أن هذا الاجتماع سيتمخض عنه قرار رسمي ونهائي يحدد مصير المدرسة والطلبة .

 

وعبر عن أمله بحل المشكلة والإبقاء على الوضع كما هو، أو نقل المدرسة إلى موقع جديد وقريب مع الإبقاء على طاقمها التدريسي وطلابها وطالباتها.

 

قيد الدراسة

 

وبدوره أكد مسؤول العلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم بغزة سامي جاد الله, أن قرار تحويل مدرسة عرفات الثانوية للموهوبين إلى مدرسة أساسية، ما هو إلا تصور تم وضعه وهو قيد الدراسة, موضحاً أنه لن يتم اتخاذ أية قرارات الا بموافقة جميع الأطراف.

 

 وأوضح جاد الله لـ"الاستقلال" أن افتقار منطقة الشيخ رضوان لمدرسة ابتدائية في ظل الاكتظاظ السكاني التي تشهده المنطقة، دفع بالوزارة خلال الإعداد للعام الدراسي المقبل، لوضع تصور لتحويل مدرسة الموهوبين إلى مدرسة ابتدائية وتوزيع طلبة المدرسة على المدارس المجاورة.

 

وبين أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً بمدارسة الموهوبين وكافة المدارس التي ترعى هذه الشريحة من الطلبة، لما تشكله هذه المدارس من قيمة تعليمية كبيرة تساهم في تخريج العشرات من المتفوقين سنوياً، حيث تنفذ الوزارة بين الفينة والأخرى عدة برامج لرعاية الطلبة الموهوبين.

 

 وشدد على أن هذا الأمر في طور الدراسة، وفي حال وجود تغييرات جوهرية في أي مدرسة يتم الاجتماع مع أولياء الأمور وشرائح المجتمع لوضعهم في صورة الوضع وأخذ آرائهم وتبادل الأفكار، وصولاً للتوافق مع الحرص الشديد على مصلحة الطلبة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق