نافذة أمل جديدة

منصات التواصل الاجتماعي ملجأ الخريجين من شبح البطالة

منصات التواصل الاجتماعي ملجأ الخريجين من شبح البطالة
اقتصاد وأعمال

غزة/ سندس أبو كرش:

في الوقت الذي يعاني فيه آلاف الخريجين في قطاع غزة من قلة فرص العمل، وصعوبة الحياة، شق عددٌ من الشباب طريقهم نحو الحياة من بين ركام الحصار والانقسام، متحدين بذلك الواقع المرير، ونظرات التنمر التي يتعرضون لها.

 

وكنافذة أمل جديدة حرص الشباب الغزي على استغلال منصات التواصل الاجتماعي للخروج من دائرة الاحباط وصولاً إلى التميز والإبداع، فعملوا على مواكبة العصر، رغم قلة الامكانيات، وخاضوا التجربة، فمنهم من شق طريقه بتقديم محتوى هادف، وآخرين استغلوا التسويق للمنتجات، مستثمرين الاقبال عليها والتفاعل الملحوظ معها، فساهمت تلك المنصات بتوفير فرص عمل بديلة، ووفّرت لهم أرضية خصبة للانطلاق والإبداع في عالم لا حدود له.

 

شغف يومي

 

الشاب أنس فحجان "صانع محتوى"  عبر اليوتيوب وصف تجربته في العمل بأنها أشبه بالهواية التي يكون مصدرها الشغف اليومي الذي أصبح متربط به .

 

 

وقال لـ" الاستقلال"  "كنت أشعر أن تجهيزه وتصوير المحتوى جزء من يومي، عملت لفترة طويلة على تجهيز المحتوى بنفسي، وبعد مدة من الانجاز تواصلت معي المديرة التنفيذية لقناة "بيتي"، وقدمت اقتراحاً بتقديم برنامج رمضاني عبر قناتهم، وسرعان ما قبلت العرض".

 

وتابع فحجان : "رغم العائد البسيط، وقلة الامكانيات، إلا أنني أصررت على المواصلة، لحرصي على تقديم المحتوى الهادف لفئة الشباب، وخاصة بعد حصولي على احترام وتقدير من الجمهور".

 

لم يقتصر فحجان على صناعة المحتوى بل عمل على تطوير نفسه في مجال التصميم المونتاج إضافة إلى التصوير واستغلال مواقع العمل الحر للحصول على دخل إضافي، الأمر الذي جعله مستقل مادياً.

 

ووصف فحجان منصات التواصل بالمستقبل للشباب الذين يمتلكون مهارة، مقدماً نصيحة لهم بضرورة استغلال كل دقيقة لتطوير قدراتهم في مجال التكنولوجيا الحديثة، ومن ثم البدء بتسويق أنفسهم وأفكارهم، لضمان نجاحهم وحصولهم فرص عمل".

 

فائدة متبادلة

 

مشيرة منصورة، خريجة تربية فنية، أتقنت الرسم بالطعام من خلال استخدام البهارات وتوابل الطعام بشكل فني، مما ساهم في زيادة عدد كبير من المتابعين لها عبر منصة إنستغرام.

 

وتقول منصور لـ"الاستقلال": كسرت قواعد الرسم وخرجت عن المألوف وقدمت لجمهوري في منصة انستغرام محتوى مختلف لم يعهد من قبل، من خلال الرسم بالطعام، الأمر الذي لفت انتباه أصحاب الشركات، وعملوا على تقديم الهدايا لي لعرضها بطريقة فنية.

 

وأضافت: توجه الشعب في قطاع غزة للتسوق الالكتروني، وثقة الجمهور عبر المنصة بما أقدمه لهم جعل تلك الشركات والمصانع، تقدم المال مقابل العروض التي أقدمها، مما ساهم في دخولي في عالم التسويق الاعلاني، والذي يعتبر مصدر دخل أساسي لي".

 

وحول كيفية تعامل "منصور" مع الانتقادات السلبية التي من الممكن التعرض لها خلال عملها في هذا المجال، قالت إنه "من الصعب إرضاء جميع الأذواق، أنا أعمل وأقدم أفضل ما لدي، وتلك الانتقادات لا تنم إلا عن حجم الأنانية الكبير الذي يحملونه كل من يحقق النجاح".

 

محتوى هادف

 

لم تستسلم الشابة أفنان الشوا "خريجة علاقات عامة وإعلان" في البحث عن فرصة عمل رغم الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، فاتخذت من منصات التواصل الاجتماعي بوابة لتحقيق أحلامها وطموحاتها.

 

وقالت الشوا لـ" الاستقلال" : "في الوقت الذي لم أحصل فيه على وظيفة، حاولت استغلال الوقت بشكل مثالي، من خلال تصوير فيديوهات تحمل عنوان "التربية الذكية"، أتناول فيها تجربتي في التعامل مع بناتي، فقدمت النصائح للآباء حول كيفية تربية أطفالهم تربية ذكية تنفعهم في الدنيا والآخرة".

 

وتابعت: "حصدت تلك الفيديوهات على إعجاب الجمهور وخاصة فئة النساء، ووجدت تشجيعاً كبير منهم للمداومة على نشر المزيد من النصائح، وكنت أتابع ردود الأفعال وأحاول قدر المستطاع تقديم الفائدة والحلول المناسبة لهم".

 

وأوضحت الشوا "في الآونة الأخيرة تعرفتُ على شركة أمريكية تعمل على زيادة الدخل المالي والاستثمار، وتعتمد على الدعاية الكلامية للحصول على النتائج، فلم أتردد في تقديم النصائح للسيدات حول كيفية الشراكة معها وأهمية استغلال الفرصة، معتبرةً إياها بوابة جديدة لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع غزة".

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق