مع استمرار إغلاق الأسواق الشعبية

"كورونا" تطيح بمشاريع مربي الدواجن المنزلية بغزة

اقتصاد وأعمال

غزة/الاستقلال:

أحكم الكساد قبضته على منتجات مربي الطيور المنزلية للتجارة في قطاع غزة، عقب أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد19) وما صاحبها من إغلاق للأسواق الأسبوعية الشعبية، ما عمّق من أزمات القطاع الاقتصادية، قاطعة بذلك الطريق أمامهم لممارسة نشاطهم التجاري، خاصة مع تزايد الالتزامات الأسرية الكثيرة والظروف المعيشية القاسية للمواطنين.

 

وتكبد المربون خسائر مادية كبيرة، مع استمرار إغلاق الأسواق الشعبية الأسبوعية التي تعتبر المكان الأنسب لتسويق منتجاتهم، وفق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا بالقطاع.

 

ولجأ بعض المربون الى أسواق الخضروات لبيع منتجاتهم المكدسة في مزارعهم البيتية، في حين لجأ آخرون لعرض ما يرغبون في بيعه على مجموعات مخصصة لبيع وشراء الطيور عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كبديل لهم عن الأسواق الشعبية.

 

صعوبة البيع

 

ففي أحد أسواق الخضار بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، افترشت أم علاء الفيومي الأرض، وجلست خلف أقفاصٍ بلاستيكية وخشبية مكدّسة بالطيور، وبجوارها سلال ممتلئة بالبيض، تنتظر توافد المشترين لبيعها.

 

وتقول الفيومي خلال حديثها لـ"الاستقلال"، أنها تعمل على تربية الدجاج والبط منزلياً منذ ما يقارب أربعة أعوام، وتنقل إنتاجها إلى السوق الأسبوعي بغزة "سوق الجمعة" لبيعها، لكنها منذ انتشار فيروس كورونا بالقطاع، وما رافقه من إجراءات احترازية وإغلاق للأسواق الشعبية، باتت تواجه صعوبة كبيرة في بيع منتجاتها.

 

وأوضحت أن الأسواق الشعبية تعد المكان الخصب لبيع الدواجن والطيور المنزلية في قطاع غزة، فهي لا تباع في محالات تجارية كما الأنواع الأخرى، الأمر الذي تسبب بتكدس الإنتاج لدى المربين في ظل إغلاق الأسواق الشعبية وضعف إقبال المواطنين على شرائها.

 

ورغم محاولات "الفيومي" تنشيط حركة المبيعات لديها، إلا أن نسبة المبيعات لم تتجاوز الـ30% مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، وفق قولها.

 

خسائر كبيرة

 

وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وانستغرام"، وضع الشاب محمد العريان من منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، صوراً وفيديوهات للطيور "الحمام والزغاليل" التي يربيها منزلياً، أملاً بإيجاد مشترين لها بعد انخفاض الطلب عليها عقب جائحة "كورونا".

 

ولم يكتف "العريان" بالترويج لطيوره عبر شبكة الانترنت، بل عمل على وضع ملصقات في محيط منزله، لترغيب المواطنين والتجار على شراء "الحمام والزغاليل" بأقل الأسعار، لزيادة نسبة مبيعاته التي تراجعت في ظل إغلاق الأسواق الشعبية.

 

ويقول العريان خلال حديثه لـ"الاستقلال": "إن إغلاق الأسواق الشعبية كبد مربون الطيور المنزلية خسائر مادية كبيرة، باعتبارها المكان الأنسب لعرض منتجاتهم وبيعها"، مستدركاً :"قبل إغلاق الأسواق كانت حركة البيع ممتازة جداً بالرغم من وجود أزمة الرواتب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع، لكن جائحة كورونا".

 

وبيّن أن أصحاب هذه المهنة يكابدون لخلق أماكن تسوق جديدة لمنتجاتهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال التواصل مع تجار، أو عبر عرض الدواجن في أسواق الخضراوات، رغم أن الأخيرة أقل ازدحاماً.

 

وأوضح أن معاناتهم في ظل جائحة كورونا لا تقتصر على تكدس الانتاج وضعف الطلب، بل تتضاعف في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف اللازمة لتربية الطيور، الأمر الذي يكبدهم خسائر مضاعفة، مشيراً إلى أن سعر جوز الزغاليل يتراوح ما بين (20-25) وذلك حسب حجم.

 

ونوّه إلى أنه وغيره من المربين لجأوا إلى تقليص أعداد الحمام المنتج لـ"الزغاليل"، كذلك الدجاج المنتج للبيض، كما قلصوا أمهات الأرانب، في محاولة لخفض المصروفات، وتقليل نفقات إطعامها، لحين تحسن الأوضاع، وعودة الأسواق الشعبية إلى سابق عهدها.

 

تكدس الانتاج

 

داخل منزله المتواضع في مخيم النصيرات وسط القطاع المحاصر، يقف الشاب عبد الفتاح ناصر مكتوف اليدين، شارد الذهن، أمام الأقفاص الحديدة "المحشوة" بـ"الأرانب"، عقب عجزه عن إيجاد أسواق بديلة لبيعها، في ظل إغلاق الأسواق الشعبية.

 

وأكد ناصر في حديثه لـ"الاستقلال"، أن مربو الدواجن المنزلية هم أكبر المتضررين من قرار إغلاق الأسواق الشعبية والإغلاق التام يومي "الجمعة والسبت"، خاصة وأن تلك الأسواق تعتبر المكان الأمثل والأكبر لتسويق منتجاتهم.

 

وبيّن أن منتجات الأرانب والطيور المنزلية شهدت انخفاضاً ملموساً في الأسعار هذا العام مقارنة مع السنوات الماضية، بسبب قرار إغلاق الأسواق الأسبوعية، مشيراً الى أن سعر كيلو الأرنب يتراوح ما بين (13-15) شيكل.

 

وفي ظل الأوضاع الراهنة والإغلاقات المستمرة للأسواق، يضطر "ناصر" لبيع الأرانب بأسعار زهيدة، وتارة يضطر لتناولها وأفراد عائلته خشية موتها في ظل الأجواء الباردة، وتارة أخرى يقوم بعملية مبادلة لها بأعلاف لتوفير الطعام لأمهات الأرانب في مزرعته الصغيرة، وفق قوله.

 

وطالب الجهات المعنية للنظر بعين الرحمة له ولزملائه في المهنة، وتعويضهم عن الخسائر التي يتكبدونها يومياً بسبب الظروف الراهنة، أو توفير أسواق بشكل جديد لهم في ظل إغلاق الأسواق الشعبية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق