رأي الاستقلال العدد (1987)

سجون الاحتلال الموبوءة.. والعقاب الجماعي

سجون الاحتلال الموبوءة.. والعقاب الجماعي
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (1987)

مع تفشي سلالة جديدة من فايروس كورونا وظهور عشرات الحالات المصابة بالسلالة الجديدة بين الاسرائيليين, ووصول هذه السلالة التي تعد اكثر قدرة على نشر الوباء الى القدس واكتشاف حالات في مناطق مختلفة, تزداد مخاوف الفلسطينيين بتفشي الفيروس بشكل اكبر بين الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني, خاصة ان الاحتلال لم يتخذ اية اجراءات داخل السجون للوقاية من تفشي هذا الفيروس, بل ويعمل على انتشاره سريعا بين الاسرى من خلال منع ادخال المطهرات والمنظفات اللازمة, والادوية والفيتامينات التي تقوي من مناعة الاسرى في مواجهة هذا الفيروس الفتاك, ورغم النداءات والمناشدات العديدة التي وجهت من منظمات دولية تعنى بالأسرى بضرورة الاهتمام بأوضاع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وحمايتهم من فيروس كورونا الا ان الاحتلال لا زال يتعنت ويرفض بشدة ادخال المستلزمات الطبية للأسرى ويرفض التعاطي مع كل التحذيرات التي وجهتها هيئات فلسطينية تعنى بالأسرى من امكانية تفشي الفيروس بشكل اكبر, وايقاع المزيد من ضحاياة في هذا المرض وتشكيل تهديد حقيقي على حياة الاسرى الفلسطينيين. 

 

اكثر من ثلاثمائة اسير فلسطيني مصابون بفيروس كورونا في سجن ريمون فقط, واعداد المصابين لا زالت ترتفع بين الاسرى, وهناك حالة ترصد من الاحتلال الصهيوني بهم, ومعاقبتهم على نضالهم وتضحياتهم ضد الاحتلال, فما يسمى بوزير الامن الداخلي الصهيوني قال إن إعطاء الأسرى اللقاح لن يكون من ضمن الأولويات، وسيكون مرهونا بتصريح من حكومته, وهذا يظهر مدى الاستهتار الذي تتعامل به الحكومة الصهيونية مع الاسرى الفلسطينيين, فمن حق الاسير ان يتناول اللقاح المضاد للفيروس لأنه يعيش تحت وطأة الاحتلال, وهو المسؤول عن حياته وهذا حق مكفول للأسرى وفق القوانين والاعراف الدولية, ومن المفترض ان يتساءل الاحتلال عن اهماله بحق الاسرى الفلسطينيين داخل سجونه, وتعريض حياتهم للخطر بشكل متعمد,  وان يحاسب على ارتكابه لمثل هذه الجرائم بحق الاسرى الفلسطينيين, لكن الاحتلال تعود على تحدي كل القوانين والاعراف الدولية وتنفيذ سياساته بالكيفية التي يريد دون ان يخشى حسابا او مساءلة من احد على ما يرتكبه من جرائم انسانية بحق الفلسطينيين, فمن امن العقاب اساء التصرف.

 

جهات مختصة بشؤون الأسرى الفلسطينيين، قالت أنَّ أوضاع الأسرى في قسم "8" بسجن "ريمون" صعبة للغاية، نظراً لعدم تلقّيهم العلاجات الطبية المناسبة، حيث تمنع إدارة سجون الاحتلال، توفير الفيتامينات والمدعمات الطبية اللازمة للأسرى المصابين بـ " كورونا"، وأن إدارة سجون الاحتلال، تفرض أجواء نفسية صعبة على الأسرى المصابين بـ (كورونا). وأنه تم نقل عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى "حركة حماس" الأسير القائد معمر الشحروري، من طولكرم إلى قسم "8" بسجن ريمون بعد إصابته بفيروس كورونا, مطالبين بالتدخل العاجل لضمان سلامة الاسرى والحفاظ على حياتهم، وعدم الاكتفاء بعزلهم. كما حمّلت الحركة الأسيرة، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة الأسرى في كافة السجون خاصة قسم "8" بسجن ريمون.

 

هذا ويبلغ عدد الأسرى في سجن ريمون أكثر من 650 أسيرًا موزعين على أقسامه، علمًا أن غالبية الأسرى القابعين فيه من ذوي الأحكام العالية, وهو ما يعني ان الاحتلال الصهيوني يتعمد معاملة هؤلاء الاسرى بشكل قاس وصعب وفق سياسة الانتقام الجماعي التي ينتهجها بحق الاسرى الفلسطينيين, وهو ما يستدعي تحرك شعبي سريع لنصرة الاسرى والوقوف الى جانبهم في معركتهم المتواصلة مع مصلحة السجون الصهيونية والتي تشتد يوما بعد يوم مع وقوع المزيد من الضحايا بين الاسرى الفلسطينيين, بسبب سياسة الاهمال الطبي.

التعليقات : 0

إضافة تعليق