رأي الاستقلال العدد (1989)

رسائل اسرائيل لامريكا وايران

رسائل اسرائيل لامريكا وايران
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (1989)

 

في الوقت الذي يتطلع فيه الرئيس الامريكي جو بايدن للعودة الى تفعيل العمل بالاتفاق النووي الايراني ومحاولته لاجراء بعض التعديلات عليه. بدأت اسرائيل تمارس سياستها الاستفزازية الغير منضبطة وتوجه رسالة تحدي للادارة الامريكية الجديدة  والقيادة الايرانية وذلك عبر تصريحات غير مسؤولةصدرت عمن  يسمى برئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني الجنرال أفيف كوخافي حول إعداد خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بغرض نسف اي جهود للادارة الامريكية للعودة للاتفاق النووي مع ايران.

 

وقال كوخافي، خلال كلمته في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني ، إن العودة للاتفاق النووي مع ايران أمر سيئ، مؤكدًا أنه أصدر تعليماته للجيش بإعداد عدة خطط لإحباط المشروع النووي الإيراني. وهو ما يخشى الاسرائيليون من انعكاسه بشكل سلبي على علاقة اسرائيل بالادارة الامريكية وتحديدا جو بايدن الذي لم يؤيده نتنياهو  اثناء حملته الانتخابية وتركز كل جهده على دعم الرئيس الاسبق الخاسر للانتخابات دونالد ترامب.

 

مراقبون اسرائيليون وجهوا انتقادات لاذعة لكوخافي واتهموه بالسعي لتضخيم ميزانية الجيش الاسرائيلي من خلال اذاعة تصريحات من شأنها الاضرار باسرائيل .  المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع قال إن تهديدات كوخافي دون وجود تنسيق مع الولايات المتحدة لا قيمة لها ومكانها في "الأدراج السرية". وأضاف أن "من لديه خطط فعليه إعدادها بالسر، ويتم الإشارة إليها من بعيد وليس بهذا الوضوح". ولفت يهوشع إلى أن تصريحات كوخافي ستجلب "الضغوطات الأمريكية" على "إسرائيل" وأن الرسالة إلى إيران تعكس حالة ضعف.

 

أما الجنرال في الاحتياط، مسؤول الدائرة السياسية-الأمنية الصهيونية  الأسبق في وزارة الجيش عاموس جلعاد فهاجم تصريحات كوخافي قائلاً إنها قد تفسر كهجوم علني ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن والإدارة الأمريكية الجديدة. وأضاف جلعاد وبدلاً من التركيز على الحوار السري بين نتنياهو وبايدن؛ اختار كوخافي انتهاج خط هجومي تجاه واشنطن. فالميزانية الحالية التي يعمل بها الجيش لا يستطيع من خلالهافتح جبهة مواجهة مع ايران لان نتائجها غير مضمونة وربما تؤدي الى توتر شديد في المنطقة  ونتائجها لا يمكن تقديرها جيدا.  لاجل هذا ظهرت موجة من التكهنات حول الرسالة الحقيقية من وراء هذه التصريحات. ورأت القناة "13" العبرية، ان تصريحات كوخافي قد يكون لها بعد مالي، إذ يرغب في الحصول على المزيد من الميزانية للجيش. وأن دخول الإدارة الأمريكية الجديدة بمفاوضات مع طهران ستدفع جيش الاحتلال إلى عدم التدرب أو الإعداد لضرب المشروع النووي الإيراني.فالجيش الصهيوني يعلم جيدا ان ميزانية العام ٢٠٢١م لا يمكن ان يعتمد عليها لشن عدوان على ايران حسب القناة العبرية.

 

أن دخول الإدارة الأمريكية الجديدة بمفاوضات مع طهران من شأنه ان يدفع اسرائيل لاستخدام كل الاساليب لمنع الادارة الامريكية من العودة للاتفاق النووي مع ايران. والادارة الامريكية الجديدة وعدت بدراسة المخاوف الاسرائيلية والعمل على تعديل الاتفاق مع ايران بما يضمن تبديد كل مخاوف اسرائيل وهذا ما لا تقبله ايران وتهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي والعمل على تعظيم قدرات ايران في مشروعها النووي وزيادة انتاجها بما يحقق ها القدرة على التقدم سريعا لانجاز المشروع النووي الايراني. وهو ما دفع قادة الاحتلال الصهيوني الى التهديد والوعيد ولكن هل تملك اسرائيل رفاهية توجيه ضربة عسكرية لايران. ام انها تبعث برسائل فقط للادارة الامريكية وايران. يبدو ان الترجيحات الاسراىيلية تشير الى ان هذه مجرد رسائل فقط وان الحرب مع ايران لها مسالك اخرى غير تهديدات كوخافي ونتنياهو لان ايران دولة قوية عسكريا وتستطيع ان تقلب الطاولة في وجه اسرائيل ومعها الادارة الامريكية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق