رأي الاستقلال العدد (1994)

حوار موسكو يؤسس لحوار القاهرة

حوار موسكو يؤسس لحوار القاهرة
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (1994)

لا اعتقد ان اللقاء الذي يجرى في موسكو بين قيادة حركة الجهاد الاسلامي والخارجية الروسية بدعوة رسمية  تلقاها امين عام الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة من القيادة الروسية منعزل عن الدعوة التي تلقتها حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين لحضور اجتماعات الحوار الداخلي الفلسطيني في القاهرة, فالجهاد الاسلامي التي تتمايز بمواقفها السياسية لديها ثوابت لا يمكن ان تتجاوزها او تتخلى عنها, وتحتاج دائما الى استقراء هذه المواقف ومعرفة توجه الحركة من القضايا المطروحة, سواء فيما يخص الوضع الداخلي الفلسطيني, والموقف من المشاركة في الانتخابات المزمع اجراؤها فلسطينيا, او استقراء موقفها بشكل دائم من اتفاق التهدئة مع الاحتلال الصهيوني, بينما يسعى وفد الجهاد الاسلامي الى بحث العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح شعبنا وحشد الدعم الدولي لحقوقه الوطنية المشروعة، وسبل مواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف شعبنا الفلسطيني وأرضه بالضم والاستيطان والحصار والقمع". وكانت موسكو قد استضافت خلال الأسابيع الماضية وفودًا من الفصائل الفلسطينية، كان آخرها اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بوزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ؛ لبحث آخر المستجدات الفلسطينية، خاصة بعد إعلان الرئيس محمود عباس مراسيم الانتخابات والتي من المقرر ان يبدء حوارها في القاهرة قريبا.

 

الأمين العام للجهاد الإسلامي الذي يرأس وفد الحركة في موسكو لم يصدر موقفا بعد من موضوع الانتخابات الفلسطينية, ويبدو ان هذا مرتبط بشكل رئيسي بحوار القاهرة والنتائج التي سيتمخض عنها, لذلك فان زيارة وفد الحركة لموسكو الغرض الرئيسي منه الاطلاع على موقف حركة الجهاد الاسلامي, والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والاوضاع الداخلية الفلسطينية, فموسكو استطلعت موقف السلطة من خلال لقاء حسين الشيخ بالقيادة الروسية, وهناك دعوة وجهت لحركة حماس ايضا وتحديدا السيد موسى ابو مرزوق الذي من المتوقع ان يصل موسكو اليوم للمشاركة في حوار موسكو واستطلاع مواقف حماس, وتهدف هذه اللقاءات المكوكية الى ايجاد حلول للقضايا الشائكة التي من الممكن ان تؤدي الى فشل الحوار في القاهرة -لا سمح الله- وبالتالي تلاشي امكانية اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني, ومن المهم ان تتوجه الفصائل الفلسطينية الى القاهرة بعد ان تتلاقى الرؤى والاهداف حتى لا يفشل الحوار الفلسطيني الداخلي, فشعبنا يتعلق دائما بمثل هذه اللقاءات التي من الممكن ان تؤدي الى حل الكثير من ازماته السياسية والاقتصادية والمعيشية في حال التوافق وانهاء الانقسام الفلسطيني والشروع بالمصالحة, وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع حتى لا يعلق شعبنا اماله على اوهام ثم يصطدم في النهاية بواقع مرير يؤثر عليه سلبا.

 

 حركة الجهاد الاسلامي قالت إن الأمين العام للحركة الأخ المجاهد زياد النخالة، تلقى دعوةً رسمية من الأشقاء في جمهورية مصر العربية، للمشاركة في الحوار الوطني المقرر عقده في القاهرة، منتصف الأسبوع المقبل وأضافت الحركة أن وفدا رفيع المستوى من قيادتها سيمثلها في جلسات الحوار الوطني في القاهرة، لعرض رؤية الحركة المتعلقة بالتطورات السياسية الداخلية، وسبل مواجهة التحديات الراهنة,  فالحركة ستشارك في الحوار بعقلية توافقية ومنفتحة وستعمل على ان تتلاقى رؤيتها مع بقية الفصائل الفلسطينية التي تستند في مواقفها الى برنامج وطني متعدد الخيارات ومتمسك بثوابت شعبنا, ويتلاقى مع الحقوق التي ناضل الشعب الفلسطيني من اجلها طويلا وقدم في سبيلها عظيم التضحيات, ويبدو ان حوار موسكو سيؤسس الى نجاح او فشل حوار القاهرة, خاصة ان موسكو استدعت كل الاطراف الفلسطينية الفاعلة على الساحة, واستمعت لوجهات النظر المختلفة, وربما تخرج بنتائج وفق الرؤى التي استقرأتها واستمعت اليها, وربما تخرج بتوصيات لضمان نجاح حوار القاهرة اذا كانت لديها نوايا حقيقية لإنجاح هذا الحوار, خاصة ان موسكو تسعى لان تكون فاعلة في القضية الفلسطينية ولا تترك الملف برمته في احضان الادارة الامريكية, وهذه قناعة تولدت لدى بعض الزعامات العربية التي تأثرت علاقتها بالإدارة الامريكية في اعقاب تولي جو بايدن لرئاستها.

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق