رأي الاستقلال العدد (2006)

طريق الساسة وطريق الجماهير

طريق الساسة وطريق الجماهير
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2006)

فور مطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية القيادة المصرية بضرورة فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر شرعت السلطات المصرية بفتح المعبر فورا ودون تأخير, بينما انهت القيادات الفلسطينية الرسمية والفصائل لقاءاتها دون ان تتخذ ولو خطوة واحدة للتخفيف عن الناس, مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس موسى ابو مرزوق قال «خطأ تأجيل ما تم الاتفاق عليه مع حركة فتح من إجراءات بناء ثقة التي ينبغي أن تتم قبل الانتخابات، وهي المتعلقة بحقوق الناس مثل قضايا الأسرى والموظفين والعقوبات عَلى غزة. وانتقد عدم وجود إجراءات على الأرض لتسهيل الانتخابات وضمان حريتها. وقال « لا يوجد إجراءات مُشجعة في ملف المعتقلين السياسيين والعقوبات والحريات». , ولكن يبدو ان السلطة نجحت في اقناع الفصائل الفلسطينية بان تؤجل كل خطوات تخفيف العقوبات عن  قطاع غزة دون حل أي من المشكلات التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع, ولا ادري ما هو المبرر المقنع لذلك, فالمعاناة اصبحت وجهة نظر تتعلق بالبرامج السياسية, والحوارات في القاهرة سلقت سلقا لإرضاء اطراف بعينها, فما كان يحكمها هي مصالح حزبية وضغوطات خارجية, وهذا من شأنه ان يضفي اجواء غير ايجابية على الحالة الفلسطينية بشكل عام, وينذر بتفجر الاوضاع في أي لحظة, فالتساهل في بعض القضايا يؤدي احيانا الى نتائج كارثية تنعكس على علاقة الجماهير بقياداتها.

 

بالأمس جرى اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح ترأسه رئيس السلطة محمود عباس لمناقشة نتائج حوار القاهرة, وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب، إن الاجتماع ، يأتي لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالحوار الوطني، الذي جرى بالعاصمة المصرية القاهرة، ومخرجاته, ونأمل ان تتخذ السلطة قرارات فورية ترضي الجماهير تبدأ برفع العقوبات عن قطاع غزة, وحل مشكلة الموظفين, ومخصصات اسر الشهداء والاسرى والجرحى, ودعم الوزارات الحكومية بالميزانيات التشغيلية اللازمة, والافراج عن المعتقلين السياسيين واطلاق الحريات, والسماح لأهلنا في الضفة بالتصدي للاحتلال والاستيطان ومصادرة الاراضي وحمايتهم ووقف كل اشكال التنسيق الامني مع الاحتلال, وتعزيز الشراكة السياسية بين السلطة والفصائل الفلسطينية لأجل توحيد وتنسيق المواقف وتجاوز العقبات, وتهيئة الاجواء لانتخابات حقيقية قادرة على انتاج قيادة وطنية تعبر عن موقف الشعب الفلسطيني وخياراته وفق المصلحة العامة لخدمة القضية والجماهير الفلسطينية, فلا يجب ان يكون طريق الساسة غير طريق الجماهير, يجب ان يكون طريقنا واحداً وهدفنا واحداً فهذا الانسجام في المواقف يؤدي في النهاية الى نتائج تخدم الجميع وتعزز من نهجنا المقاوم. 

 

 

الا ترون ان الشعب الفلسطيني يستحق ان تتخذوا خطوات ايجابية للتخفيف من الاعباء الملقاة على عاتقه, سوآء تمت الانتخابات او تعطلت, الا يستحق الشعب الفلسطيني نظرة عطف من السلطة لتعكس حالة تفاؤل لما هو قادم, على الاقل اطلقوا سراح المعتقلين السياسيين, واسمحوا بحرية الترشح للانتخابات, واطلقوا الحريات ليطرح المرشح برنامجه الانتخابي بعيدا عن الوصاية والضغوط, ابنوا جسور الثقة بينكم وبين الناس ان كنتم تتطلعون بالفعل لتحسين الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني, ويقع على عاتق الفصائل الفلسطينية التي تتبنى قضايا الجماهير وتحمل همومهم حملا اكبر, يجب عليها ان تمارس ضغوطاتها على طرفي الانقسام للتعامل بإيجابية مع متطلبات المرحلة القادمة ما بين الانتخابات التشريعية, مرورا بالانتخابات الرئاسية, وصولا الى انتخابات المجلس الوطني, فحالة التشكك حاضرة بقوة لدى الشعب الفلسطيني نظرا للتجارب السابقة الى انتهت الى فشل ذريع, وما يحدث اليوم بعد التوافق في حوار القاهرة, لا يختلف كثيرا عما كان حدث في حوارات سابقة انتهت كلها الى فشل ذريع, ان التفاؤل التي تحاول قيادات فتحاوية وحمساوية بعثه بين الجماهير لن يأتي بالتصريحات الاعلامية فقط, فالقول دائما يحتاج الى فعل, والشعب الفلسطيني ينتظر فعلاً ملموساً يتجسد على ارض الواقع يمكن ان يؤدي الى تخفيف شيء من الاعباء الثقيلة التي تقع على عاتقه.

 

ثقوا إن حدث هذا فهو يؤسس الى بداية حقيقية لمن يبحث عن صندوق الاقتراع, فالناخب ينتظر من يعطي ليأخذ, وليس من يأخذ ليعطي, والشعب قادر على ان يميز بين من يقف معه بإخلاص, ومن يتكالب عليه, ولن ينخدع بالشعارات الرنانة والمواقف الزائفة, لأن التجارب علمته الكثير, وبات قادراً على  أن يفرق بين الغث والثمين. 

التعليقات : 0

إضافة تعليق