رأي الاستقلال العدد (2007)

الموت يعني لنا حياة

الموت يعني لنا حياة
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2007)

في اطار الحرب التي تشنها «اسرائيل» على قطاع غزة, والسعي الدائم لتشديد الحصار وخنق الغزيين وتنغيص تفاصيل حياتهم المعيشية, تسعى»اسرائيل» لمقايضة الفلسطينيين في قطاع غزة على ادخال اللقاحات لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد19» مقابل تحرير جنود اسرى صهاينة محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, وكانت عائلة الجندي الصهيوني المحتجز لدى المقاومة هدار غولدن قدمت التماسًا للمحكمة العليا الإسرائيلية بمنع نقل اللقاحات للحماية من فيروس «كورونا» لغزة قبيل إعادة الإسرائيليين المفقودين هناك حسب المصادر الصهيونية, اعتقاداً منها أن المقاومة سترضخ للضغوطات الاسرائيلية وستقبل بتقديم معلومات او الافراج عن الجنود الصهاينة الاسرى لدى «القسام» وهي تضغط بقوة على نتنياهو وحكومته لمنع ادخال اللقاحات لغزة, وذلك رغم توصيات مسؤولين عسكريين صهاينة كبار للموقع العبري، إن اللوم في نقص اللقاحات سيوجه لإسرائيل، وهذا ما سينعكس على الوضع الأمني ويمكن إطلاق صواريخ من غزة لجذب انتباه العالم وللضغط على صناع القرار ووفقا لموقع واللا العبري فإن «قيادة المنطقة الجنوبية» في الجيش الصهيوني تراقب عن كثب حالة المرض بغزة خشيةً من أن يؤدي انتشار الفيروس إلى تصعيد عسكري، خاصةً أن قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار هدد قبل أشهر أنه في حال منعت «إسرائيل» دخول اللقاحات الى قطاع غزة فسيكون لذلك عواقب وخيمة وستتحمل اسرائيل المسؤولية كاملا.

 

مصادر صهيونية رجحت أمس الأحد، أن يوافق ما يسمى بوزير الجيش الصهيوني بيني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، خلال الأيام المقبلة، على طلب قدمته السلطة الفلسطينية لنقل عشرات الآلاف من جرعات لقاح كورونا إلى قطاع غزة. وقال مسؤولون صهاينة إن «إسرائيل» وافقت وساعدت في ظل موجة انتشار كورونا على نقل معدات طبية لغزة، ويبدو أن لقاحات كورونا لن تختلف عن لقاحات الانفلونزا والعقاقير العادية التي سمح بنقلها, وهذه السياسة ليست جديدة على الاحتلال, فهو دائما ما يستخدم قضايا انسانية للضغط على الفلسطينيين لتحقيق مكاسب لصالحة, غير آبه بردات الفعل الدولية على سياساته ان وجدت, لكن عندما يصطدم الاحتلال الصهيوني بموقف فلسطيني متماسك وصلب, سرعان ما يتراجع عن مواقفة ويبدأ في اخذ خطوة الى الوراء, ويحاول ان يعكس صورة ديمقراطية زائفة امام المجتمع الدولي, بحيث يظهر انه اقدم على خطوة انسانية طواعية, رغم انه تراجع عنها رغما عنه, وذلك عندما لمس ان أي خطوات عقابية بحق الفلسطينيين لن تجدي نفعا, ولن يكون من ورائها طائل, فيلجأ الى سياسة التراجع والعودة الى الوراء, فحرب اللقاحات التي يشعلها الاحتلال هي حرب مسيسة, والقضايا الانسانية يستخدمها الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسية, وصلابة المقاومة هي الفعل الاساسي والرهان الذي يتكل عليه شعبنا الفلسطيني لإحباط أي مخططات للاحتلال لانتزاع مواقف لصالحه, وثقة الشعب بمقاومته لا تتزعزع لأنه يؤمن بها ايمانا مطلقا.

 

الشعب الفلسطيني لديه القدرة على تحمل أي عواقب لأي قرارات عقابية يتخذها الاحتلال بحقه, في سبيل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية, وعدم التفريط في أي قضايا وطنية تخدم شعبنا الفلسطيني, وان كان الاحتلال يظن انه بسياسة العقاب الجماعي وتشديد الخناق على شعبنا في قطاع غزة, تمكنه من انتزاع  تنازلات فانه واهم, فهذه السياسة جربها الاحتلال في عدوان 2008م , 2012م , و2014م وضغط بقوة عسكرية مفرطة وقدم شعبنا الاف الشهداء والجرحى, ولم يستطع الاحتلال تخليص شاليط من ايدي المقاومة, واليوم يحاول الاحتلال تخليص جنوده من ايدي المقاومة عبر ضغوطات يمارسها بوقاحة تتعلق بقضايا انسانية, ويحاول منع تصدير لقاح مكافحة فيروس كورونا الى  غزة, وهو لا يدرك ان الشعب اقوى بكثير من ان يتنازل لأجل الحصول على لقاح ينجيه من الموت الذي يحيط به من كل جانب, فان كان الاحتلال جادا في موضوع الافراج عن جنوده الاسرى في قطاع غزة, فعليه ان يختصر الطريق, ويشرع في ابرام صفقة تبادل مع المقاومة, فمن دون ذلك لن يتم الوصول الى أي معلومة عن الجنود الصهاينة الاسرى كما قالت حركة حماس, ومعركة اللقاح التي يخوضها الاحتلال ستنتهي الى فشل ذريع, لان شعبنا الفلسطيني لا يعيش على امل الحصول على مضاد «لكوفيد 19» فآخر ما يخاف منه شعبنا هو الموت, فالاحتلال بتصديره الموت الينا باستمرار, احدث حالة لا مبالاة ولا خوف من الموت, وبتنا على يقين ان هذا هو قدر شعبنا الذي لا مفر منه,  فالموت يعنى لنا الحياة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق