رأي الاستقلال العدد (2021)

"إسرائيل" بين التلويح والتلميح

رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2021)

موقف «اسرائيل» من الهجوم الايراني على السفينة الاسرائيلية اثناء إبحارها في بحر الخليج, يستند الى توقعات ولا يستند الى اي حقائق أو براهين, وبما ان «اسرائيل» لا تملك دليلا على ادعاءاتها بشأن السفينة الاسرائيلية, فان تهديداتها تبقى دائما في دائرة التلويح والتلميح, «فإسرائيل» تلوح الى الرد على استهداف سفينتها وتوجيه ضربة لإيران, وتلمح الى امكانية الرد سريعا على العملية والبحث عن افضل السبل للتصرف أمام إيران، المراسل العسكري الصهيوني ألون بن دافيد قال : «إن التقديرات الإسرائيلية هي أن سلاح البحرية الإيراني، أطلق صاروخين تجاه السفينة التجارية الإسرائيلية في بحر عمان».

 

وأشار بن دافيد، لوجود نية إسرائيلية للرد على إيران، ومن اجل ذلك ذكرت القناة الـ13 العبرية أن طاقم محققين صهيوني، توجه بالأمس الى دبي، للمشاركة في التحقيقات, و»اسرائيل» لديها النوايا المسبقة بتحميل ايران المسؤولية عن العملية, وذلك لعدة اسباب يمكن تلخيصها في الآتي: 

 

اولا:- أنها تريد ان تحشد العالم للتحريض ضد ايران واتخاذ موقف منها بتصنيفها كدولة «ارهابية» وابقاء حالة الطوق الدولية مفروضة على ايران. 

 

ثانيا:- ابقاء الحصار والعقوبات عليها بل وتشديدها بهدف زعزعة استقرارها الداخلي والتأثير في اقتصادها وقوتها, وتحريض دول كبرى لتوجيه ضربة لإيران.

 

ثالثا:- عدم العودة لتفعيل الاتفاق النووي معها, واثناء الادارة الامريكية عن أي خطوة للعودة للعمل بهذا الاتفاق بعد ان ابدت ادارة بايدن استعدادها للعودة للعمل به وفق شروط جديدة.

 

 رابعا:- انشاء حلف في المنطقة تتزعمه «اسرائيل» وتشارك فيه دول عربية وتحديدا خليجية, وتكون مهمته مواجهة ايران وحصارها, وتنفيذ ما تسمى بصفقة القرن التي اقرتها ادارة بايدن وتبنتها دول المنطقة .

 

خامسا:- منع ايران من امتلاك سلاح نووي يمثل قوة لها في مواجهة «اسرائيل» واطماعها في المنطقة ويؤدي في تقويض نفوذها في دول المنطقة خاصة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

 

سادسا:- التأثير في موقف ايران من القضية الفلسطينية ووقف الدعم الذي تقدمه ايران لها, والعمل على قطع كل اشكال التواصل مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي باتت تمثل كابوسا مزعجا لإسرائيل وحلفائها.

 

«إسرائيل» لا تستطيع ان تفتح جبهة مواجهة مباشرة مع ايران, ورغم انها توجه اصابع الاتهام اليها في عملية السفينة الاسرائيلية, الا ان الغرض الرئيسي من وراء ذلك ليس ضرب ايران, انما التحشيد ضدها وعزلها عن المنطقة وتقويض نفوذها, والحقيقة ان حالة التحفز الخليجية بإيران والنظرة العدائية لبعض الدول الخليجية اليها تشجع «اسرائيل» على تمرير مخططها, واللعب على وتر العداء الكامن في اذهان بعض زعماء الخليج لإيران, «اسرائيل» تعادي ايران لكنها تريد من يقوم بحرب معها بالإنابة, وهى تسعى لذلك, والعرب تقودهم مصالحهم الخاصة التي تتعلق باستقرارهم على كرسي الحكم, واستتباب حكمهم وضمان السيطرة على شعوبهم, وغض الطرف عن ديكتاتوريتهم وطغيانهم, وهم للأسف يرون في «اسرائيل» قوة يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها, لذلك يعقدون الاجتماعات السرية مع الاسرائيليين, ويوقعون اتفاقيات لا يعلم فحواها احد سوى الزعيم وحاشيته, كاتفاقية حقل غاز غزة التي وقعتها السلطة مع مصر بموافقة «اسرائيل», والاجتماع السري الذي كشفت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية امس بين ‏ملك الأردن عبدالله الثاني، ووزير الحرب الصهيوني بني غانتس في العاصمة الأردنية عمان الجمعة الماضية, والذي قال «لدي اتصالات مستمرة مع العاهل الأردني ومسؤولين أردنيين آخرين، وأعتقد أنه يمكننا التوصل للعمل والتعاون في عشرات المشاريع المدنية التي من شأنها أن تعزز العلاقات بشكل كبير, وتبقى هذه اللقاءات طي الكتمان ولا يطلع عليها الشعب, لان الزعماء يتنكرون لحقوق الشعوب, وينشدون رضا «اسرائيل» وامريكا قبل أي شيء.

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق