18 يوماً !

18 يوماً !
أقلام وآراء

رأي الاستقلال العدد (1054)

 

وفاة الاسير المحرر مازن المغربي (45عاما) من قرية عبوين شمال رام الله متأثرا بالامراض التي اصيب بها قبل ان  يتحرر من السجن قبل عامين حيث كان يعاني من فشل كلوي يؤكد على حيوية واهمية اضراب الكرامة الذي يخوضه الاسرى لليوم الثامن عشر على التوالي فاحد مطالبهم الانسانية هي وقف سياسة الاهمال الطبي التي تتبعها ادارة السجون بحق الاسرى المرضي والتي تتباطأ في علاجهم ما يؤدى الى تدهور حالتهم الصحية وقد باتت ملحوظة الوفاة المتكررة لاسرى محررين نتيجة هذه الامراض التي تحولت الى مزمنة نتيجة لسياسة الاهمال، الامر الذي يجعل اضراب الاسرى ومطالبهم امرا لا يمكن التراجع عنه في ظل الاوضاع المأساوية التي يعيشونها نتيجة سحب الاستحقاقات الحياتية منهم في اطار نهج التضييق ومعاقبة الاسرى حتى بعد صدور الاحكام الجائرة بحقهم.

 

المغربي الذي كان يشارك في خيمة الاعتصام برام الله مع الاسرى ومنها نقل للمشفى نتيجة لتدهور وضعه الصحي يؤكد على حالة التضامن الكبيرة والآخذة بالاتساع يوما بعد يوم مع اضراب الاسرى فالفعاليات التي تنظمها المؤسسات التي تعنى بالأسرى والقوى الوطنية والاسلامية وحالة الوعي الكبيرة مع الاسرى وسط كل اجيال الفلسطينيين من خلال رفع شعار «مي وملح» يشير بوضوح الى ان الاضراب اضحى قضية مركزية في اهتمام الناس فيما البعد الدولي والعربي والاسلامي اخذ هو ايضا بالاتساع من خلال فعاليات تنظم في عواصم العالم سواء امام السفارات الصهيونية او وقفات احتجاج وتركيز وسائل الاعلام المختلفة على قضية الاسرى وما يعانونه داخل السجون نتيجة الممارسات اللانسانية بحقهم من قبل سلطات السجون، واضراب السيد سليم الحص تضامنا مع الاسرى وتناوله الماء الملح امر رمزي مهم في هذا السياق.

 

ارتفاع عدد المضربين عن الطعام من 1000 في بداية الاضراب الى 1800 اسير هذا الاسبوع بعد انضمام مجموعات جديدة من الاسرى يبين أن استراتيجية الاسرى تنجح في تحقيق اهدافها وتأخذ بالحسبان امكانية ان يطول الاضراب الى اكثر من شهر اذا ما رفضت سلطات السجون التعاطي مع الاضراب، والتي باتت تدرك انه لا يمكنها تجاهله مع المساحة الكبيرة التي يحتلها في وسائل الاعلام وفي عواصم العالم وحتى في وسائل الاعلام الصهيونية التي طرأ بعض التحول على تناولها للاضراب بعد ان حاولت تشويهه من خلال حرفه عن مساره المطالبي الانساني ودفعه في سياق سياسي يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني،  والتدهور الحاصل في الحالة الصحية لعشرات المضربين ونقلهم الى المستشفى يعني ان دولة الاحتلال ستفتح ابواب مشافيها لمئات ثم الاف من الاسرى المضربين، ومن هنا فان دخول سلطات السجون في حوار مع قيادة الاضراب بات محتما وهي حاولت تمزيق وحدة الموقف من خلال طرحها التفاوض مع بعض قيادات الاسرى دون اخرين وهو ما رفضه الاسرى واكدوا ان التفاوض سيتم فقط مع قيادة الاضراب باكملها وهي التي ستتخذ القرار بوقفه بناء على ما يتحقق من مطالب اساسية يطرحها الاسرى لا يمكن التراجع عنها.

 

18 يوما من الاضراب ابرزت حجم ومدى ما تحتله قضية الاسرى في الوعي الفلسطيني والذي اخذ ينتقل الى وعي العالم وهو يؤكد ان قضايا الصراع مع الاحتلال توحد الفلسطينيين فيما الاخرى المتعلقة بالسلطة ستبقى محط الخلاف والتفتت، والامل معقود ان تكون قضية الاسرى بداية طريق جديد يجمع الكل الفلسطيني نحو المواجهة مع الاحتلال.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق