رأي الاستقلال العدد (2027)

الحرب على غزة وفحواها

الحرب على غزة وفحواها
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2027)

ما ان اعلنت "اسرائيل" انتهاء العمل فيما يسمى بجدار غزة الامني والذي سيكون بطول 65 كيلومترا وبارتفاع يصل إلى ستة أمتار وبعمق تحت الارض يصل لنحو 30 مترا, حتى اعلنت نيتها شن عدوان جديد على قطاع غزة, وتحدثت "اسرائيل" عن سيناريو العدوان الجديد وقرب تنفيذه, وان السيناريو الجديد هو البدء باستهداف المباني الشاهقة والابراج التي تحتوي على البنية التحتية لحركة حماس حسب مزاعم الاحتلال المجرم, فوفق تقديرات ومزاعم القيادة الجنوبية "الاسرائيلية"، فإن معظم الأسلحة في غزة تم تخزينها في تلك المباني، وسيطلب من الجيش الصهيوني هدمها، وعليه ستكون الجولة القادمة مدمرة"، ووفقا للخطة فإنها تتضمن "استخدام أسلحة جديدة ومفاجئة لمحاربة مقاتلي حركات المقاومة، بهدف إلحاق ضرر بقدراتها الأساسية المرتبطة بوسائل القيادة والسيطرة، وعالم الأنفاق، والصواريخ، وقوات الاحتياط" وهذه رسالة قوية توجهها القيادة العسكرية الصهيونية للفلسطينيين في قطاع غزة, وتهدف لمحاولة ارعابهم ودفعهم للتخلي عن حمايتهم للمقاومة, وعزل المقاومة عن شعبها, الخبير العسكري "الاسرائيلي" أمير بوخبوط خلال مقال نشره موقع "وللا" العبري, قال أن لواء غزة أجرى عددا من التدريبات التي فيها فحص المفاهيم الجديدة, وهذا يشير الى اعادة تقييم الجيش الصهيوني لأدائه المحبط في قطاع غزة.

 

بوخبوط اشار الى انه وفقا للخطة فإنها تتضمن "استخدام أسلحة جديدة ومفاجئة لمحاربة مقاتلي حركات المقاومة، بهدف إلحاق ضرر بقدراتها الأساسية المرتبطة بوسائل القيادة والسيطرة، وعالم الأنفاق، والصواريخ، وقوات الاحتياط" وهى رسالة موجهة للمقاومة الفلسطينية, الغرض منها خلق حالة ارباك لديها, ومحاولة استدراجها للميدان وفق رؤية جديدة لم تعتد عليها المقاومة, لكنها تبقى محاولات يائسة لا تنطلي على المقاومة وعناصرها التي تعلم طرق المواجهة مع هذا الاحتلال الصهيوني المجرم, لذلك فقد اكد بوخبوط أن إعلان الانتهاء من بناء الجدار تحت الأرض لمواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية، قدم الوسائل والاستراتيجية الجديدة التي ستميز الجولة القادمة من القتال في غزة, وهذا التحشيد المتعمد للجيش الصهيوني الهدف منه رفع معنويات الجيش وتقديم تطمينات للجبهة الداخلية الصهيونية التي تعاني من تصدعات كبيرة تهدد استقرارها وامكانية صمودها امام ضربات المقاومة المتوقعة, والتي تستطيع ان تضرب أي مكان في فلسطين المحتلة عام 48م وتبث الرعب بين الاسرائيليين الذين يعانون من ضعف حكومتهم وانقسام مواقفها السياسية وانهيارها الدائم فهي ستأتي على الانتخابات الرابعة بحلول وقتية قد تؤدي الى انتخابات خامسة, ويعانون فساد نتنياهو, ووباء كورونا المستشري بين الاسرائيليين, وانتكاسة اقتصادهم.

 

الاسرائيليون يتحدثون عن الحرب على قطاع غزة وفحواها, ودافعهم لهذه الحرب مشكلاتهم الداخلية, وتصدير ازماتهم الى الخارج عبر خلق ازمات اكبر, وايصال رسالة للإدارة الامريكية والمجتمع الدولي ان "اسرائيل" ماضية فيما تسمى بصفقة القرن, وماضية في مخطط الضم الاستعماري, ولن تقبل أي وصاية على مواقفها التي اعلنت عنها, خاصة ان هذه المواقف تخدم نتنياهو وحزبه امام صناديق الاقتراع, وامام اليمين الصهيوني المتطرف, فالمخرج الوحيد لنتنياهو من ازماته هو اشعال الجبهات, واشغال الاسرائيليين بالأخطار الخارجية, وتخويف العالم والدول العربية المتحالفة مع اسرائيل من اخطار المقاومة الفلسطينية وحزب الله وايران, بحيث يظهر نتنياهو انه الوحيد القادر على التصدي لهم والتأثير في قدراتهم العسكرية, لكن نتنياهو الذي فشل في اقناع الاسرائيليين بأدائه في حروب ثلاثة شنها جيشه النازي على قطاع غزة, سيبقى في دائرة التشكك وعدم الثقة لدى الاسرائيليين, لذلك هو يبحث عن قربان حقيقي يمكن ان يقدمة للناخب الاسرائيلي كي يضمن صوته في الانتخابات, فتارة يرسل الوساطات لمحاولة الافراج عن الجنود الصهاينة لدى حماس, وتارة اخرى يحاول اشعال الجبهة الشمالية من خلال محاولة توجيه ضربات خاطفة للمقاومة اللبنانية, وثم يهدد غزة بالويلات على اعتبار انها الحلقة الاضعف التي يمكن ان يوجه لها ضربات وتكون الاثمان اقل ضررا بالإسرائيليين, لكن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة انذرت الاحتلال وتوعدته بالمفاجآت وتحدثت عن تطور كبير في قدراتها العسكرية والقتالية, فهل نشهد مواجهة قريبة ويقامر نتنياهو مجددا بمستقبله السياسي ام لا؟!.       

التعليقات : 0

إضافة تعليق