رأي الاستقلال العدد (2070)
موقع واللا العبري نقل امس الاحد، عن مصادر في جيش الاحتلال الصهيوني ومصادر امنية اسرائيلية خبرين مهمين اولهما منقول عن مصدر في جيش الاحتلال الصهيوني:» أن المسؤولين عن إطلاق الصواريخ من غزة في الأسبوع الماضي لم يتم التعرف عليهم بعد, وان اسرائيل لا زالت تبحث عمن يقف وراء اطلاق الصواريخ من قطاع غزة –هذا ان كانت قد اطلقت صواريخ من القطاع في الاصل- والادلاء بهذا التصريح يعني ان «اسرائيل» ستقوم باستهداف من يقف وراء اطلاق الصواريخ, وتسعى للتصنيف والاستفراد بالفصائل المقاومة كل على حدة, ويعني انها قد تعود لسياسة الاغتيالات مجددا, وما دعا المؤسسة الامنية والعسكرية الصهيونية للإداء بهذا التصريح هو الانتقادات التي وجهت للمؤسسة العسكرية بسبب اخفاق القبة الحديدية في التصدي للصاروخين اللذين اطلقا من غزة حسب مزاعم الاحتلال, والانتقادات الشديدة التي وجهت للمؤسسة العسكرية الصهيونية, وعدم قدرتها على التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية, والفشل الذريع للجيش الصهيوني في منع اطلاقها من قطاع غزة, وعدم قدرته على ايقاف صواريخ غزة والتأثير في مقاومتهم, ويتناسى الاحتلال الجرائم اليومية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين وتحديدا في الضفة والقدس من قتل على الحواجز العسكرية ودهس للفلسطينيين والاستيطان والتهجير والابعاد القسري عن القدس والاقصى.
موقع واللا العبري ذكر نقلًا عن مسئولين أمنيين بجيش الاحتلال الصهيوني، ان «حماس» مستعدة للتنازل عن عدد الأسرى المفرج عنهم في صفقة الأسرى», وهذا التصريح الغرض منه القاء حجر في المياه الراكدة, بعد ان فشلت كل الجهود والوساطات في اقناع حماس بالتراجع عن شروطها في ابرام صفقة تبادل مشرفة, والاحتلال الذي كان يراهن على قدراته الذاتية في تحرير جنوده المحتجزين لدى المقاومة استنفذ كل الوسائل, وبدأ يتحدث عن امكانية ابرام صفقة تبادل للأسرى, بشروط اقل من التي وضعت كتائب القسام خطوطها العريضة, كالإفراج عن اسرى صفقة وفاء الاحرار الذين اعاد الاحتلال الصهيوني اعتقالهم , واطلاق سراح الاطفال والنساء والمرضى وكبار السن, وعدم تصنيف الاسرى كأسرى ما قبل اوسلو او ما بعدها, واسرى فلسطين المحتلة عام 48 و 67 واسرى «ملطخة ايديهم بالدماء, فكل هذه التصنيفات مرفوضة من حماس وفصائل المقاومة قبل الدخول في تفاصيل الصفقة والحديث عن الارقام, فالموقع العبري «كاذب» في سرد الخبر لأنه لا زال من المبكر الحديث عن ارقام فيما يخص صفقة تبادل الاسرى, لكن ان تلقي «اسرائيل» حجرا في المياه الراكدة,, فهذا معناه انها بدأت تفكر في شروط المقاومة وتحاول قياس ردات الفعل الفلسطينية على تصريحاتها, ويبدو انها باتت تسعى لتحريك الوسطات في هذا الملف بشكل اكبر واكثر جدية.
على العموم فان «اسرائيل» تدرك ان هناك غرفة عمليات مشتركة تجمع كل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وهى المنوط بها اتخاذ قرار التصعيد او التهدئة وفق المصلحة العامة ووفق معايير كمحددة باتفاق موقع من كل الفصائل وهى التي يمكن ان تعلن عن اطلاق الصواريخ من عدم اطلاقها وليس الاحتلال لأنه ليس مصدر ثقة بالنسبة للفلسطينيين والغرفة المشتركة لا زالت قائمة وتعمل بالتشاور فيما بينها, اما التلميح بالعودة للاغتيالات فان معادلة المقاومة لا زالت راسخة «القصف بالقصف والدم بالدم» وان كانت «اسرائيل» تبحث عن ذريعة للعودة للاغتيالات فالمقاومة الفلسطينية مجتمعة سترد على أي انتهاك صهيوني بقوة.
اما بخصوص ملف الجنود الاسرى لدى كتائب القسام فان هذا الملف منفصل تماما عن أي حوارات تشارك فيها حماس برفقة الفصائل مع أي جهات عربية او دولية, وملف الجنود له اروقته الخاصة التي لا يمكن لأحد أن يسلكها سوى قيادات محدودة جدا من القسام, وقيادة حماس السياسية تستمع وتعرض في هذا الملف وفي النهاية تنقل الامور الي المختصين فيه, واعتقد ان «اسرائيل» استمعت لشروط القسام قبل ان تبدأ أي جولة تفاوض, والامر منوط بها اما ان تستجيب للشروط فتفتح ملف صفقة التبادل, او تبقى جامدة ومتمسكة بموقفها فيبقى الملف مغلق الى ما لا نهاية, هذه هي المحددات والمقاومة اصبحت تملي شروطها, ولا احد يستطيع ان يملي شروطه عليها.
التعليقات : 0