"انتفاضة رمضان".. رسائل تحدي من "ثوار القدس" للاحتلال!

القدس

غزة/ سماح المبحوح:

من باب العامود –أحد أبواب القدس- المزين بإنارة رمضانية تنسجم مع عمران البلدة القديمة، يقف آلاف الشباب المقدسي بصدورهم العارية وجها لوجه أمام جنود الاحتلال الاسرائيلي وترسانتهم العسكرية، وينطقون بما تعجز عنه اللغة بكل مفرداتها، متحدين غطرسته وقمعه وتنكيله بهم، غير آبهين بالملاحقة والاعتداء و الابعاد ، وحتى السحور في الزنازين، ليقولوا أن القدس ليست لكم ولن تكون طال الزمن أم قصر.

 

ومن كل جنب ومن كل مكان خرجوا ليقولوا أن هذه الأرض لنا، لنا بمساجدها، وكنائسها، وحواريها وأزقتها البعيدة، عَبئوا قلوبهم بقهر الرجال، وصوت استغاثة مقدسيّة ظلّ صداه يتردد إلى الآن بين الجدران .

 

ولا تكاد تهدأ النيران الملتهبة تحت رماد مدينة القدس بسبب التضييق الإسرائيلي المستمر على المقدسيين، ومساعي تهجيرهم من منازلهم ومصادرة أملاكهم، ومنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك، حتى تعود لتشتعل جذوتها من جديد.

 

وبدأت الأحداث بتضييق جنود الاحتلال الاسرائيلي على المقدسيين، ومنعهم من الجلوس بحرية في ساحة باب العامود في القدس، ثم ليزداد حجم الاعتداءات والقمع بحقهم من قبل الجنود والمستوطنين.

 

ومنذ الليلة الأولى من شهر رمضان الكريم، باتت منطقة باب العامود تعج بآلاف الفلسطينيين الذين أتوا من كل حدب وصوب عقب دعوات للحشد، وذلك للتصدي لمجموعات من اليهود المتطرفين هددوا علنا بأنهم يسعون إلى "رد الاعتبار لليهود" من خلال الاعتداء على العرب، ووصل الأمر إلى الدعوة علانية إلى التزود بأنواع متنوعة من السلاح.

 

وخلال المواجهات المشتعلة ظهرت قدرة جيل جديد من الشباب المقدسي الفتي المقدام الذي يتمتع بالجرأة، على تحدى ومواجهة الاحتلال، وترسانته العسكرية، بصدور عارية وقودها الغضب والحقد والغل على من انتهك وأباح ودنس حرمة مسجدهم ، ومن يحاول نزع هويتهم المقدسية ، واعادة احلالها بهوية غربية يلفظها تاريخ المدينة.

 

 غضب مشتعل

 

المقدسي صالح عمر الذي لا يستبعد أن يتم الاعتداء عليه بالعصي و أعقاب البنادق واعتقاله وزجه لأيام وشهور بزنازين الاحتلال الاسرائيلي أو ابعاده، خلال تواجده أمام باب العامود بالمسجد الأقصى بشكل يومي ومنذ بداية المواجهات مع جنود الاحتلال.

 

وأوضح عمر لـ"الاستقلال" أنه منذ بداية شهر رمضان الكريم اعتاد كل ليلة أن يخرج من منزله بالبلدة القديمة لأداة صلاة الفجر بالمسجد الأقصى ، ثم يعود لمحله التجاري القريب من المسجد، ليعاود بعدها عصرا للمكوث فيه حتى صلاة العشاء والتراويح، ويشارك بالمواجهات الدائرة بمحيط باب العامود.

 

وبين أن الغضب الذي يشتعل بصدره لن ينطفئ حتى يندحر آخر جندي ومستوطن اسرائيلي من أرضه ، مشددا على أنه سيبقى شامخا صامدا يتصدى لكل مخطط يهدد مدينته المقدسة ، ويهدد وجوده فيها.

 

وأشار إلى محاولاته منذ الليلة الأولى لاشتعال المواجهات بالتواجد بباب العامود حتى ساعات متأخرة من الليل، ليكون بقلبه وروحه وجسده حاضراً كما بقية أبناء مدينته.

 

مقاومة شعبية

 

المقدسي منتصر الجلاد رأى أن المواجهات التي تدور بمحيط باب العامود بالقدس المحتلة، هي مقاومة شعبية مقدسية يحاول خلالها الشباب التصدي لوسائل وأساليب القمع والتنكيل التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحقهم، ومخططات المجموعات الاستيطانية للاعتداء عليهم.

 

وقال الجلاد لـ"الاستقلال " إنه : " على الرغم من الأحداث التي تدور عند باب العامود ومحاولات القمع والتنكيل والطرد ،إلا أنه يحرص على المجيء كل ليلة للصلاة بالمسجد الأقصى " ، مشددا على أن محاولات الاحتلال والمستوطنين بالسيطرة على المسجد ستفشل لا محالة.

 

وأضاف أن : " الاحتلال الاسرائيلي يحاول نزع هويتهم المقدسية وتزييف كل دليل يشير على أنهم أصحاب الأرض والمدينة المقدسة " ، لافتا إلى أنهم كمقدسيين وفلسطينيين سيقفون لمحاولات الاحتلال ولاقتحامات المستوطنين بالمرصاد.

التعليقات : 0

إضافة تعليق