رأي الاستقلال العدد (2078)
الانتفاضة الرمضانية التي تشهدها القدس المحتلة, وانتفاضة الشبان في وجه الاحتلال الصهيوني والانجازات التي تتحقق واخرها رضوخ الاحتلال وازالته للحواجز العسكرية في باب العامود وتمكين الشباب من الوصول الى ساحة باب العامود التي اغلقت امامهم بقرار جائر من سلطات الاحتلال, كل هذا يدفع الى تحديد الاولويات التي يمكن التركيز عليها في هذه الانتفاضة الرمضانية وفق المصلحة العامة, ويمكن تلخيصها في التالي.
أولا: التركيز على ابقاء الانتفاضة الرمضانية المشتعلة في القدس بغرض ارباك الاحتلال الصهيوني ومنعه من تنفيذ مخططاته في المدينة المقدسة وداخل المسجد الاقصى المبارك, حتى تصل الرسالة واضحة للاحتلال ان أي حماقات يرتكبها في القدس والاقصى لها اثمان باهظة سيدفعها الاحتلال عاجلا او اجلا.
ثانيا: توسيع دائرة التظاهر في الضفة الغربية وقطاع غزة سندا لأهلنا في القدس حتى لا يشعروا بأنهم يواجهون الاحتلال وحدهم دون نصير يقف معهم ويعزز من صمودهم في وجه الاحتلال, واهلنا في الضفة مطالبون بتأجيج انتفاضتهم الجماهيرية في وجه الاحتلال لأنها الضمانة الانجع لاستمرارها في القدس .
ثالثا: تجاهل موضوع الانتخابات التشريعية في القدس والتركيز على الخطاب الثوري الذي يضمن استمرار حالة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني في داخل المدينة وخارجها, وتوحيد جهود المقدسيين في المواجهة كخيار استراتيجي لإحباط مخططات الاحتلال, ومنع أي وصاية للاحتلال في القدس والمسجد الاقصى المبارك.
رابعا: المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هي العامل الرئيسي والاساسي في تطمين المقدسيين بان المقاومة تقف في ظهرهم وتحميهم من بطش الاحتلال وقمعه, لذلك يجب التسريع في تفعيل لجنة قيادة وطنية موحدة لمراقبة كل ما يحدث في القدس وجمع الكل الفلسطيني ويوكل لها اتخاذ القرارات المساندة لأهلنا المقدسيين.
خامسا: على اهلنا الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 48 شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك, فالحضور الفلسطيني المكثف في الاقصى يخيف الاحتلال, ويبث الطمأنينة في نفوس المقدسيين, ويقوض من مساعي الاحتلال لفرض واقع جديد في الاقصى ويمنع المستوطنين من ممارسة طقوسهم داخل باحاته.
سادسا: فضح تلك الدول العربية والاسلامية المطبعة مع الاحتلال الصهيوني والمشاركة معه في مخطط التهويد والتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى, وكشف الجهات التي تشارك في شراء عقارات المقدسيين وتهديها لجمعيات صهيونية بالمجان للمساعدة على افراغ القدس من سكانها المقدسيين وتهويدها بالكامل.
سابعا: يجب ان تمتد الانتفاضة الرمضانية الى الدول العربية والاسلامية لفضح ممارسات الاحتلال ضد اهلنا المقدسيين امام العالم, فالأمة العربية مطالبة بتحرك جماهيري ضاغط على حكوماتهم المتخاذلة, وضاغط على الاحتلال الصهيوني كي يوقف مخططاته واطماعه في القدس والمسجد الاقصى المبارك.
ثامنا: تركيز وسائل الاعلام الفلسطينية المرئية والمسموعة والمقروءة على الانتفاضة الرمضانية, وتصدير مشاهد القمع الصهيوني للمقدسيين لوسائل الاعلام المختلفة, واستعادة فلسطين لمكانتها في وسائل الاعلام العربية والاسلامية والحرة من خلال حملة اعلامية منظمة لها اهدافها لضمان عودة فلسطين للصدارة.
منذ بدء الانتفاضة الرمضانية اعلن الاحتلال الصهيوني سقوط نحو اربعين صاروخا فلسطينيا في منطقة الغلاف الحدودي وهدد بالتصعيد وتشديد الضربات في غزة, ثم قام باغلاق البحر في وجه الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة, ومن المتوقع ان يقوم بإغلاق المعابر بشكل كامل لمنع ادخال المستلزمات والسلع الغذائية للقطاع, وهو يظن انه بذلك سيوقف هبة القدس ويمنع تضامن غزة مع اهلنا المقدسيين, ولا يعلم ان القدس خط احمر ليس مجرد شعار ودونها الروح والدماء, القدس لا تغيب عن اذهان الفلسطينيين باتفاقيات مشؤومة تحرم شعبنا من حقه في قدسه واقصاه, ولا تغيب بالتطبيع العربي الخليجي والتحالف الرسمي مع الكيان الصهيوني, ولا تغيب بنقل السفارات من تل ابيب اليها لأنها عند الفلسطينيين عنوانا لذواتهم.
التعليقات : 0