رأي الاستقلال العدد (2079)

القدس ستبقى عاصمة المؤمنين الأحرار

القدس ستبقى عاصمة المؤمنين الأحرار
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2079)

معركة القدس لا زالت قائمة ولن تنتهي الا بالتحرير والاستقلال, حتى وان قام الاحتلال بالتراجع عن خطواته التصعيدية وازال الحواجز العسكرية في منطقة باب العامود, وسمح للمقدسيين للتجمع في ساحة البراق, فهذه جولة سبقتها جولات مشابهه حقق فيها المقدسيون انتصارات ايضا, فمعركة البوابات انتهت بإزالة البوابات من باحات الاقصى التي قام الاحتلال بفرضها عنوة, ومعركة الكاميرات انتهت ايضا بإزالة الكاميرات من داخل باحات المسجد الاقصى المبارك, كما انتهت معركة باب الرحمة بفتح المصلى والصلاة فيه وهو المصلى المغلق من الاحتلال الصهيوني لمدة تزيد عن سبعة عشر عاما, وهذه الجولة من المواجهة بين أهلنا المقدسيين والاحتلال الصهيوني سيتراجع امامها الاحتلال عن تنفيذ مخططاته العدوانية في داخل باحات المسجد الاقصى وفي محيطه بعد ان ايقن ان المقدسيين سيواجهون كل خطواته التهويدية, وهذا الموقف الصلب من اهلنا المقدسيين بث الخوف والرعب في قلوب المطبعين العرب المتحالفين مع الاحتلال الصهيوني في مخططاته التهويدية وعلى رأس هؤلاء الامارات العربية المتحدة التي تماهت مع الكيان الصهيوني الى حد بعيد, وشاركت بشكل فعلي في تمرير مخططاته التهويدية, ودعمت كل خطواته الهادفة لطرد المقدسيين من المسجد الاقصى المبارك, فهي لا تتعامل حتى وفق القرارات الدولية الجائرة, انما تتعامل وفق ما تسمى بصفقة القرن التي تلحق المنطقة العربية والشرق اوسطية برمتها بالاحتلال الصهيوني, فالإمارات تستدعي اسرائيل لحمايتها من وهم العدو الاول بالنسبة لها وهو «ايران» وهى في سبيل ذلك مستعدة ان تقدم كل شيء وأي شيء «لإسرائيل» .

 

عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ورئيس الدائرة السياسية للحركة الدكتور محمد الهندي قال، إن «جولة باب العامود انتهت بفعل إصرار وثبات المرابطين والمرابطات بإزالة الحواجز، كما انتهت جولات البوابات والكاميرات بتحقيق إنجازات مشابهة لكن «المعركة في القدس وعلى القدس مفتوحة ومستمرة ومتصاعدة, وهذا يدل على ان القدس ستبقى العنوان الرئيسي لأي معركة قادمة مع الاحتلال الصهيوني, والصراع حولها يتعاظم وهو يحتاج الى ارادة حقيقية وايمان راسخ بحتمية النصر والتمكين, فالقدس ستبقى عاصمة المؤمنين والاحرار كما قال الدكتور الهندي, وكل مسلم على وجه الارض يجب ان يدرك ان اقل الواجب يحتم عليه الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى, فهي اخذت مكانتها الدينية والحضارية والتاريخية عندما ذكرها الله في القرآن الكريم, واوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, واعطاها مكانتها الكبيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما جاءها من مكة مشيا على الاقدام ليتسلم مفاتيحها, وافتداها صلاح الدين الايوبي بالدفاع عنها حتى خلصها من الحكم الصليبي لها, والاحتلال الصهيوني يستهدف وجود المقدسيين نفسه، ويستهدف كل ما هو عربي وإسلامي في القدس وفي مقدمة ذلك المسجد الأقصى وقبة الصخرة» كما يقول الدكتور محمد الهندي لأنه يريد ان ينتزع القدس من جذورها الضاربة عميقا في الارض, ويريد ان يزيف التاريخ ويغير نواميس الكون التي تؤكد انتماء هذه الارض المباركة لأهلها الاصليين, وهم الفلسطينيين الذين عشقوا ترابها واستماتوا في الدفاع عنها, نيابة عن الامة جمعاء وقدموا عظيم التضحيات. 

 

ان الله عز وجل اصطفى أهل القدس ليكونوا طليعة الأمة في هذه المعركة المفتوحة كما قال الدكتور الهندي، مضيفا: أما من اختار أن يخوض معهم هذه المعركة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين فيجب أن يخوضها دون حسابات لا حزبية ولا مصلحية، فلا حسابات مع القدس الحاضرة دوما في قلوب الملايين والمفجرة للثورات على مدار الوقت», وهذا هو الاصل في التعامل مع عدو كالعدو الصهيوني, وارض محتلة باركها الله عز وجل كأرض فلسطين, لذلك نحن على يقين ان هذه الامة الاسلامية ستنبعث من جديد للدفاع عن ارضها ومقدساتها, وهذا اليقين بشرنا به الله عز وجل «فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا» وهو ما يعني ان الوعد مفعول لا محالة مهما تكالب المتكالبون وطبع المطبعون وتحالف المتحالفون مع الاعداء,  والتأكيد الثاني جاء في نفس السورة «وإن عدتم عدنا» فنحن لا يساورنا شك في حتمية النصر على «اسرائيل» وهذا النصر سيتحقق عندما تكتمل فينا كأمة الشروط التي تحقق النصر, والى ان يتحقق وعد الله عز وجل علينا نحن الفلسطينيين ان نجاهد ونقاوم الاحتلال وندافع عن قدسنا واقصانا ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم دون ان نركن الى حسابات دنيوية تدفعنا للركون والاستسلام .

التعليقات : 0

إضافة تعليق