غزة/سماح المبحوح:
ازدادت حدة التهديدات الاسرائيلية، بتنفيذ ضربة عسكرية ضد غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة تجاه مستوطنات الغلاف وعودة فعاليات الإرباك الشعبي، لا سيما مع توتر الأوضاع في القدس المحتلة و فرض الاحتلال إغلاقاً بحرياً كاملاً على القطاع، فهل تغامر اسرائيل في شن حرب على غزة؟.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت مؤخراً بتوجيه ضربة عسكرية لغزة إذا استمر إطلاق الصواريخ الفلسطينية منها، وذلك خلال اجتماع عاجل للفريق الأمني المصغر، دعا له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد ضباط كبار بقيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، يوم أمس، ان الهدوء النسبي على الحدود مع قطاع غزة لم ينته، مع احتمالية تجدد التصعيد نهاية الأسبوع الجاري.
وأشاروا إلى أنه مع نهاية الجولة الأخيرة التي كانت بسبب الأحداث بالقدس، أطلق من قطاع غزة حوالي 50 صاروخا وقذيفة تجاه مستوطنات الغلاف، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي مستمر في حالة التأهب، ويحافظ على حالة اليقظة على حدود غزة.
وكانت فصائل المقاومة في غزة، حذرت سلطات الاحتلال من استمرار اعتداءاتها على سكان مدينة القدس، التي شهدت منذ عدة أيام، اشتباكات أسفرت عن إصابات العشرات من الفلسطينيين على يد شرطة الاحتلال، كما أطلقت عددًا من الصواريخ والقذائف تجاه مستوطنات الغلاف، تضامنا مع ما يتعرض له الفلسطينيون في القدس.
وأكدت المقاومة الشعبية على أن عودة فعاليات الإرباك الشعبي من خلال الشباب على الحدود الشرقية مع الاحتلال الاسرائيلي، يأتي في إطار المقاومة الشعبية، وهي رد فعل طبيعي لما يقوم به الاحتلال من جرائم بحق المدينة المقدسة، وتهديده بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد غزة.
ومؤخرا ، قمعت قوات الاحتلال المئات من الشبان ممن تجمعوا قرب بلدة خزاعة الحدودية شرق خان يونس، وكذلك قرب موقع "ملكة" شرق مدينة غزة وأشعلوا إطارات مطاطية ورددوا شعارات مناوئة للاحتلال، وذلك مساندة لثوار القدس.
كما أطلقت النار وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم في محاولة لتفريقهم، غير أن الشبان استمروا في التظاهر، ما تسبب في إصابة عدد منهم بالرصاص والاختناق، وجرى اعتقال شابين، فيما تمكن آخرون من العودة للقطاع.
رد فعل طبيعي
القيادي بحركة الجهاد الاسلامي أحمد المدلل رأى أن أهم دور تقوم به المقاومة في قطاع غزة هو الدفاع عن مدينة القدس وأهلها، لذلك ستكون على أتم الجهوزية للرد على أي عدوان اسرائيلي ، معتبرا أن الاحتلال لا يحتاج لمبررات للاستمرار بعدوانه ضد الشعب الفلسطيني ، فعدوانه مستمر لم يتوقف لحظة.
وأكد القيادي المدلل في حديثه لـ "الاستقلال"، أنه على الرغم من فقر قطاع غزة وحصاره المستمر إلا أنه أوصل رسالة للاحتلال بأنه لا يمكن أن يتخلى عن أبناء شعبه، وسيكون حاضراً للدفاع عنه بأي وقت يتعرض للانتهاكات والاعتداءات الصهيونية.
وأوضح أن غضب الشباب على الحدود الشرقية مع الاحتلال الاسرائيلي يتماهى مع ثورة المقدسيين ضد اجراءاته العنصرية، وليثبتوا بأن معركتهم الحقيقية هي معركة القدس، معتبراً أن عودة الارباك الليلي، يأتي تحت إطار المقاومة الشعبية على الحدود مع الاحتلال، ورد فعل طبيعي تجاه ممارسات الاحتلال بالقدس.
كافة الخيارات متاحة
بدوره، استبعد طلال أبو ظريفة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، أن ينفذ الاحتلال الاسرائيلي تهديده بتوجيه ضربة عسكرية للقطاع، قائلا : " لا أتوقع لدى الاحتلال جهوزية لتنفيذ تصعيد واسع على القطاع، في إطار وحدة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الردع ".
ورأى أبو ظريفة في حديثه لـ"الاستقلال" أن الأوضاع الداخلية للاحتلال الاسرائيلي الهشة وحالة الصراع السياسي القائم لا تأهله للقيام بتصعيد واسع، إنما محاولات لصرف الأنظار عما يجري بالقدس والضفة بعد الانجاز الذي حققه الشباب الثائر .
ولفت إلى أن ما قام به " الكبينيت" الاسرائيلي بإحالة صلاحياته لوزير الدفاع ورئيس الحكومة الحالي لاتخاذ القرارات، لإدراكه التام أن عملية التقييم لجميع التصعيدات والحروب السابقة لم يحقق خلالها أي انجازات .
ونبه أنه على الرغم من استبعاده قيام الاحتلال بحماقة ضد القطاع، إلا أنه أكد على أن الفصائل الفلسطينية تستعد لكافة الاحتمالات والسيناريوهات التي من الممكن أن يضعها فيها الاحتلال بأي وقت.
وفيما يتعلق بعودة فعاليات الارباك الليلي، أكد أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج لأي قرار لاستخدام أي الأدوات الشعبية لوقف اجراءات الاحتلال الاسرائيلي ضده، مشيرا إلى أن كافة الخيارات الشعبية والمسلحة متاحة أمام الشعب الفلسطيني.
وشدد أبو ظريفة، على عدم وجود موقف وطني لتفعيل أدوات المقاومة الشعبية على الحدود مع الاحتلال الاسرائيلي، إنما هي مبادرات من الشباب الفلسطيني للدفاع عن نفسه دون وجود قرار.
وقال إن " ما تولد من ردود فعل لدى الشباب بغزة على الحدود مع الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية، هو أمر طبيعي لما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي بالقدس وبغزة وبالمدن الفلسطينية ".
التعليقات : 0