عقد اجتماع فوري للتوافق على برنامج وطني

تحليل: دعوة القائد "النخالة" استشعار بخطورة المرحلة وخطوة "واقعية" لتصويب مسار القضية

تحليل: دعوة القائد
سياسي

غزة/ قاسم الأغا:

اتّفق سياسيون ومراقبون فلسطينيون، على أهمية الدعوة التي أطلقها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخّالة، بضرورة عقد لقاء وطنيّ عاجل، والتوافق على برنامج موحّد لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي.

 

ورأى هؤلاء في أحاديث منفصلة مع صحيفة "الاستقلال" الجُمُعة، أن دعوة القائد النخّالة، تأتي استشعارًا من حركته بخطورة المرحلة وعظم التحديّات التي تهدّد القضية الفلسطينية، ما يستدعي من الكل الوطني الفلسطيني التقاط الدعوة، والشروع في حوار وطنيّ شامل، ينطلق من إعطاء الأولوية لمقاومة الاحتلال بالوسائل كافّة.

 

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، دعا القُوى والفصائل الوطنية للاجتماع الفوريّ؛ لجهة التوافق على برنامج وطني يجابه الاحتلال ويتصدّى لإرهابه وانتهاكاته، تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته وحقوقه.

 

جاء ذلك غداة اجتماع ضم قيادة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" وبعض فصائل منظمة التحرير برام الله الخميس، واتخاذها قرارًا بتأجيل الانتخابات العامّة؛ بذريعة رفض حكومة الاحتلال السماح بإجرائها في مدينة القدس المحتّلة.

 

وقال القائد زياد النخالة في تصريح، وصل "الاستقلال" الجمعة، "ندعو للاجتماع فورًا بدل التصريحات والاحتجاجات (بعد التأجيل)، على أن يتصدّر جدول أعماله بندًا واحدًا فقط، هو أنّنا شعب تحت الاحتلال"، مؤكدًا وجوب التوافق وطنيًّا على برنامجٍ موحّد يتناسب مع هذا الفهم".

 

وفيما أشار إلى أن "أيّ خيار آخر مضيعة لمزيد من الوقت والجهد"، أضاف أن "ما يجري يؤكد بأن الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني هما الحقيقة الثابتة، التي على الجميع أن يتعاطى معها بجديّة وألّا يقفز عنها".

 

وتابع "الشعب الفلسطيني ما زال يعيش تحت الاحتلال، بالرغم من مظاهر السلطة الوهمية التي نراها متجسدة في الأجهزة الأمنية والشرطية، التي تعمل ليل نهار على التعاون الأمني مع العدو، متوهّمة أن التنسيق الأمني ربما يقنع العدو بمنحنا دولة".

 

ولفت إلى أن الوقائع منذ توقيع اتفاق أوسلو اللعين (سنة 1993)؛ أثبتت استحالة التعايش مع الاحتلال عبر الانتخابات، وما علينا "إلّا أن نقاومه، لا أن نستجديه أو نتعايش معه بدعاوى باطلة".

 

مسؤولية وطنية

 

الكاتب والمحلل السياسي د. أسعد جودة، رأى أن الدعوة التي أطلقها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بضرورة عقد لقاء وطنيّ والالتفاف حول برنامج موحّد، تأتي انطلاقًا من موقع الشعور بالمسؤولية الوطنية، خصوصًا في ضوء الواقع الفلسطيني، الذي يمرّ بأزمات وتحديات "خطيرة".

 

وأوضح جودة في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أن على الكل الوطني الفلسطيني، في أعقاب القرار المتعلق بتأجيل الانتخابات، التقاط دعوة القائد النخالة، والبدء في حوار وطني شامل، لتصويب مسار القضية الفلسطينية، والخروج بموقف موحد في مواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية تجاه شعبنا وحقوقه.

 

وأشار إلى أن أيّة لقاءات وطنية مقبلة يجب أن "تتمحور حول نقطة واحدة، هي أنّنا شعب تحت الاحتلال، ومازال يعيش مرحلة التحرّر الوطني، وأن الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى".

 

وأضاف "الأرض والحقوق والكرامة والأهداف الوطنيّة، لا يمكن أن تُسترد وتتحقق إلّا بالمقاومة بأشكالها كافّة، والمشاغلة ومراكمة العمل النضالي، في مقابل التخلص من أوهام فرض سلطة أو تجديد شرعياتها تحت الاحتلال".

 

الأمناء العامّون

 

أما القيادي بحركة "حماس" ووزير الأسرى الأسبق من الضفة المحتلة وصفي قبها، دعا في ضوء المأزق الفلسطيني الراهن إلى أن يُصار لعقد اجتماع للأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية، من أجل البحث في كل القضايا والتحديات، بمسؤولية وطنية عالية.

 

وقال قبها في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، المرحلة الراهنة تتطلّب عقد لقاء فلسطيني شامل، والاتفاق على برنامج وطني جامع، يحافظ على الثوابت، ويذلل العقبات التي تحول دون إتمام مصالحة وشراكة وطنية شاملة.

 

وتابع أن القضايا الوطنية الجوهرية، والمرحلة السياسية الدقيقة والخطيرة، تستدعي مناقشتها على طاولة اجتماع للأمناء العامّين، وليس على طاولة لقاء "عادي" يضم بعض الفصائل، في إشارة إلى اجتماع قيادة السلطة بالضفة المحتلة، الخميس الماضي.

 

وفي هذا الصدد، شدّد على أهمية إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، والتركيز على عقد انتخابات لمجلسها الوطني وفق صيغ متفق عليها، "فالمنظّمة المظلّة لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج".

 

خطوة متقدمة

 

بدوره، انسجم الكاتب والمحلل السياسي مصباح أبو كرش مع سابقيه، حول أهمية عقد اجتماع وطني، يضم القوى والفصائل الوطنية كافّة، استنادًا للبند الذي جاء في دعوة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخّالة، وهو "أنّنا شعب تحت الاحتلال".

 

وقال أبو كرش في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، إن دعوة القائد النخالة والتركيز بند وحيد فقط، في جدول أعمال أي لقاء وطني سيعقد لاحقًا بأنه يمثّل "الخطوة المتقدمة باتّجاه الحل الواقعي والمنطقي، للخروج من المأزق الراهن، وتصويب مسار القضية".

 

وذكر الكاتب والمحلل السياسي أن دعوة الجهاد الإسلامي بمثابة "خطوة وطنية"؛ للوصول إلى نقاط التقاء تنعكس إيجابًا على مفاصل الحالة الفلسطينية.

 

وأشار إلى أن "لا جدوى من أطروحات البعض، بمحاولة إيجاد حلول تحت مظلّة الاحتلال"، مبينًّا أن "معترك الانتخابات يأتي تلك الأطروحات، التي تشكل عقبة أمام الفلسطينيين نحو طريق التحرّر من الاحتلال".

 

وتضمّن بيان إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الخميس الماضي، عن تأجيل الانتخابات التشريعية، "استمرار الاجتماعات على المستويات كلها ولقاءات الأمناء العامين؛ لمعالجة كل القضايا الساخنة والعاجلة وذات الأهمية للحفاظ على المشروع الوطني".

 

وأكَّد الرئيس عباس خلال تلاوة البيان "مواصلة العمل على تعزيز الوحدة، وإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، ومواصلة المقاومة الشعبية السلمية، والدعوة إلى العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالقرارات الدولية". كما شمل "الدعوة لتعزيز منظّمة التحرير ومؤسساتها، وتعزيز العلاقات الدولية، ودعوة المجلس المركزي للمنظّمة للانعقاد في أقرب وقت ممكن".

التعليقات : 0

إضافة تعليق