بعد انتصارهم بمعركة "السواتر الحديدة"

الاحتلال يصعّد في باب العمود: اعتقالات وفرض غرامات مالية تلاحق المقدسيين

الاحتلال يصعّد في باب العمود: اعتقالات وفرض غرامات مالية تلاحق المقدسيين
القدس

غزة/ سماح المبحوح:

بعد تسجيل الشباب المقدسي انتصاراً جديداً ضد الاحتلال "الإسرائيلي" بإزالة السواتر الحديدية بمنطقة باب العامود، يحاول الأخير جاهدا الإمعان بممارسة القمع والتنكيل والإبعاد والاعتقال وفرض غرامات مالية لكل من يحاول التواجد بالمنطقة والجلوس على مدرجات الباب.

 

ومرّت المواجهات في باب العمود بعدة مراحل نحو التصاعد الذي نراه اليوم، ففي بدايتها اتخذت شكلاً عفويّاً مُعتمِداً على مجرد التواجد في المكان، لكن شرط الاحتلال لم تكتفِ بحرمانهم من المدرّج، بل أرادت أيضاً تحويل المنطقة إلى مجرد "طريق للمرور" تُمنع فيه كلُّ أشكال التجمع، فعزّزت قواتها في المنطقة، وأطلقت أسلحتها باتجاه الشبان.

 

عمليات القمع تلك، زادت من إصرار الشّبان على موقفهم، فتصاعدت المواجهات لتشمل إلقاء الحجارة والألعاب الناريّة تجاه الجنود وتحصيناتهم العسكريّة، بالمقابل أطلق الاحتلال الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت تجاه النساء والشبان ما أسفر عن إصابة العشرات منهم على مدار ليالي المواجهات.

 

وبعد 12 يومًا من المواجهات الغاضبة، تمكّن الشبان المقدسيون في الخامس والعشرين من أبريل المنصرم، من إزالة جميع الحواجز التي وضعتها شرطة الاحتلال في محيط باب العامود، والتي تسببت باندلاع مواجهات يومية، منذ بداية شهر رمضان المبارك.

 

إلا أن سلطات الاحتلال أعادت مساء الجمعة، وضع سواتر حديدية متحركة في ساحة باب العمود الخارجية، بالقدس القديمة.

 

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال استغلت عدم وجود المواطنين في منطقة ومحيط باب العامود مع موعد الإفطار، وأعادت وضع الحواجز للمرة الثانية، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية.

 

اعتداء وحشي

 

الناشط المقدسي صالح الزغاري اكد تعرضه لاعتداء وحشي من جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء تواجده في تغطية وتوثيق المواجهات بمنطقة باب العامود.

 

وقال الزغاري للاستقلال : "خلال تواجدي بباب العامود لتصوير المواجهات بين الشباب وجنود الاحتلال، وثّقت اعتداء مستوطن على طفل، حينها شاهدني المستوطن فألقى قنبلة باتجاهي"، مشيراً إلى ان لطف الله وعنايته نجّاه من إلحاق  الضرر به.

 

وأضاف: "يحاول الاحتلال منع اي صحفي وناشط من توثيق اي حدث يفضح ممارساته العنصرية والهمجية بتجاه المواطنين".

 

وأشار  إلى أن الاحتلال بعد تحقيق المقدسيين انتصارهم بإزالة السواتر الحديدية، يحاول استخدام كافة أساليب القمع والتنكيل، دون التفريق بين طفل وشاب وامرأة وطاعن بالسن.

 

ولفت إلى استمراره بنقل الأحداث الدائرة بالمدينة المقدسة على الرغم من جبروت ووسائل الاحتلال القمعية ضده وضد كل مقدسي حر، مشددا على أن لكل مقدسي رسالة يحملها في قلبه وهي الدفاع عن وطنه ومقدساته حتى آخر رمق.

 

الأخطر منذ سنوات

 

صهيب المسالمة الصحفي الفلسطيني والمختص بالشأن "الإسرائيلي" أكد أن ما تتعرض له المدينة المقدسة خاصة باب العمود هو الأخطر على مدار السنوات القليلة الماضية.

 

وأوضح المسالمة في حديث لـ"الاستقلال" أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس كافة أساليب القمع والتنكيل بحق الشباب المقدسي المتواجد في منطقة باب العمود، مبيناً أن الاحتلال لا يفرق خلال قمعه للمقدسيين بين مسلم ومسيحي وبين مواطن وصحفي.

 

وأشار إلى أنه على الرغم من انتصار الشباب بإزالة السواتر الحديدية إلا أنه يحاول فرض سيطرته بمنطقة باب العمود، وتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية فيها.

 

وشدد على فرض الاحتلال "الإسرائيلي" غرامات تقدر بـ ٥ آلاف شيكل والاعتقال والابعاد لفترات مختلفة، لكل شاب يشارك بالمواجهات أو حتى يجلس على مدرجات باب العمود.

ولفت إلى إن الاحتلال حاول استغلال جائحة "كورونا"، بمنع المقدسيين من

التواجد بالأقصى بحجة الإجراءات الوقائية؛ لتغيير معالم المدينة على المستوى الاقتصادي والسياسي والديمغرافي والديني، وذلك بالسماح للمستوطنين بممارسة طقوسهم التوراتية تحت حماية شرطية مشددة.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق