الخليل/ خاص:
ليست غريباً عن مدينة خليل الرحمن، والتي يقترن اسمها باسم نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو خير من أكرم الضيف، أن تتصف بالكرم وإطعام الفقراء وعابري السبيل، وتوالت العصور والأزمنة على هذه الخصلة الحسنة منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، حتى سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام ، وصولاً بعهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيه كان الصحابة الكرام يصنعون الطعام بأنفسهم ويوزعونه على بيوت الفقراء كما أرخه التاريخ ، ووصولاً باهتمام الدولة العثمانية والتي إزدهر فيها الكرم على أيديهم بتوزيع الطعام على بيوت الفقراء والمساكين.
حيث تتواجد داخل المدينة عدد من التكيات التي تساهم في اطعام الفقراء على مدار العام، إلا أنها تكتسب زخما خاصا في شهر رمضان المبارك، فيزداد عدد مرتاديها ويتضاعفون أيضا، ومن ابرز تلك التكيات التكية الإبراهيمية.
التكية الإبراهيمية هي إسم لمكان يتم طهي الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين وعابري السبيل ، يذكر أن التكية لاقت اهتماماً كبيراً في زمن صلاح الدين الأيوبي ، والتي كان الجيش الإسلامي بدوره يتولى أمورها ، ويقوم بتوزيعها على الجنود ، وعلى باقي سكان المدينة ، وتتبع التكية الإبراهيمية في هذا الوقت إلى و زارة الأوقاف الإسلامية والتي استلمت زمام أمورها منذ تاريخ الدولة الأيوبية التي حكمت البلاد ما بين الفترة 1174 و 1250.
وتكتسب التكية شهرة محلية يعود أسمها نسبةً للمسجد الإبراهيمي الملاصق لمكان الطهي ، في الساحة المطلة على المسجد الإبراهيمي والذي يحمل إسم نبي الله أبراهيم الخليل عليه السلام.
وأوضح خطيب المسجد الإبراهيمي أن المبنى القديم للتكية الابراهمية يلاصق المسجد الإبراهيمي ، وفي عام 1983 نقلت التكية إلى المبنى المجاور الذي متواجد حالياً بضع أمتار عن المسجد الإبراهيمي ، لمنع الأزمة في أوقات الصلاة خصوصاً في شهر رمضان المبارك ، وفي عام 2017 أعادة وكالة التعاون والتنسيق التركية ، تأهيل المبنى وقامت بتوسعة جدرانها على نفقتها ، حيث خصصت قاعات لتوزيع الطعام ومطبخ كبير يتسع لعشرات " القدور " بجميع مستلزماتها .
وذكر حازم مجاهد" مدير التكية : بأن العشرات بل المئات ترتاد المكان يومياً خصوصاً في أوقات الإفطار وأوقات السحور في شهر رمضان المبارك ، لافتا الى وجود العديد من المواطنين خصوصاً من يأتوا من محافظات أخرى من الوطن يعتكفون أيام شهر رمضان الفضيل والتكية تتكفل بكامل وجبات إفطارهم وسحورهم والإهتمام بهم .
وأثنى مجاهد على الخيرين من أبناء المدينة وخارجها ممن يتبرعون بشكل سخي للتكية والتي تنفق الكثير من الأموال لكي تلبي احتياجات ومتطلبات رواد التكية ، موضحاً أن هناك من يتبرع بشكل يومي طيلة شهر رمضان الكريم ومنهم من يتبرع بشكل سنوي من الغرفة التجارية ورجال الأعمال وبعض الدول التي ترسل للتكية تبرعات على شكل طرود غذائية .
التعليقات : 0