حي الشيخ جراح مهدد بالزوال..

عائلات مقدسية أمام اللحظات الأخيرة لنكبة ثانية تنتظرهم

عائلات مقدسية أمام اللحظات الأخيرة لنكبة ثانية تنتظرهم
القدس

الاستقلال/ سماح المبحوح:

لا شيء تبدل هذه الأيام أمام منزل السبعيني نبيل الكرد الملقب بأبو سامح بحي الشيخ جراح المطل على المسجد الأقصى سوى مكوثه لساعات طويلة وحالة القلق والخوف لم تفارقه ، واضعاً كفيه على خده، وبجواره عشرات المقدسيين والأجانب الذين جاءوا للتضامن معه و مع ثلاث عائلات أخرى مهددة بالتهجير والاستيلاء على منازلها وتشريدهم بالعراء من قبل جيش الاحتلال لمصلحة المستوطنين.

 

ففي منزل قديم مبني منذ عشرات السنين، يعيش ثمانية أفراد من عائلة الكرد، لحظات عصيبة، خشية من مصادرة الاحتلال ذكرياتهم وأحلامهم بأي لحظة، مع اقتراب موعد إخلائهم وتهجيرهم قسريًّا من منازلهم في السادس من أيار/ مايو المقبل، لمصلحة المستوطنين.وقال الكرد " نخشى أن تحل بنا نكبة ثانية تزيد من وقع المعاناة والعذاب علينا مرة أخرى بعد رحلة التهجير الأولى" .

 

ظالم وتعسفي

 

وأضاف "  قرار إخلائنا من منازلنا ظالم وتعسفي. هذه أرضنا منذ عشرات السنين، ووفقًا لاتفاقية ما بين أونروا والحكومة الأردنية، لا نعترف بوجود أي ملكية للمستوطنين فيها".

 

وتابع :" نحن وجيراننا من العائلات الأخرى في هذه المنطقة لاجئون، فعائلاتنا لجأت من يافا (شمال) وهناك عائلات لجأت من حيفا".

 

وأوضح أنهم منذ 50 عامًا، يطالبون محكمة الاحتلال بإثبات ملكية الأرض للمستوطنين، لكن دون جدوى"، مضيفا: "هذه سياسة عنصرية قائمة على تزوير الأوراق الثبوتية الخاصة بالفلسطينيين لإثبات أي أحقية للعائلات اليهودية بوجودهم في المدينة المقدسة".

 

قرار لصالح المستوطنين

 

و تابع بصوت حزين :" رفضت أمس المحكمة العليا الاسرائيلية الأوراق الثبوتية التي قدمناها بأحقية ملكيتنا لمنازلنا، وحددت يوم الخميس المقبل جلسة أخرى للنطق بالقرار النهائي".

 

ولفت بعد اطلاقه تنهيدة بأن محامياً فلسطينياً تكالب عليهم واتفق مع محامين إسرائيليين بالقيام بتزوير بعض الأوراق التي بموجبها يتم منح منازلهم للمستوطنين.

 

وتوقع أن يكون قرار المحكمة يوم الخميس القادم لصالح المستوطنين، الذي لم يبد استغربا لذلك لكون الاحتلال يفعل أي شيء لإرضاء المستوطنين على حساب الحقوق الفلسطينية التي لا تقبل القسمة على اثنين .

 

أربعٌ من العائلات المقيمة في هذا الحي،  هم الجلاد سكافي، والجاعوني، والقاسم" والتي تضم 50 فرداً، بينهم 10 أطفال، مهددون بالإخلاء من منازلهم الخميس، فيما سلم الاحتلال 3 عائلات أخرى  تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال، موعد إخلاء حتى مطلع أغسطس/آب 2021. 

 

وبالإضافة لمن حدد موعد ترحيلهم بشكل نهائي، فإن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبع المذكورة. ويواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح، الواقع شمال البلدة القديمة بالقدس المحتلة، منذ العام 1972 مخططاً إسرائيليّاً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم وبناء فنادق و مزارات سياحية.

 

و في العامين 2008 و2009 تم إخلاء 3 عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح ، فيما تلقت 7 عائلات أخرى إنذارات بإخلاء منازلها خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 

إصرار على الصمود

 

تصر تلك العائلات المقدسية على عدم ترك منازلها للمستوطنين مهما كلفها من ثمن، وأنها ستدافع عن أرض أجدادها وآبائها، التي عاشوا فيها منذ العام 1956، لآخر لحظة، رغم كل التهديدات.

 

وفي الآونة الأخيرة رفضت محكمة الاحتلال المركزية الاستئنافات التي تقدم بها طاقم الدفاع عن عائلات الشيخ جراح.

 

العائلات المقدسية من جانبها نظمت تظاهرات أسبوعية في الحي؛ احتجاجاً على سياسة الإخلاء والاستيطان، بمساندة عدد كبير من أهالي المدينة المحتلة.

 

كما انطلقت حملة إلكترونية دعا إليها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ليل الاثنين 15 مارس/آذار 2021، واستمرت عدة أيام، تحت عنوان "أنقذوا حي الشيخ جراح".

 

ويذكر أن المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة أمس الأحد، أجلت البت في استئناف 4 عائلات مقدسية ضد إخلائها من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة حتى يوم الخميس المقبل، في الوقت الذي بدأ فيه اعتصام مفتوح في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء في الحي المقدسي.

 

وبدأ نشطاء من مختلف أرجاء القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، التجمع منذ مساء السبت، في حي الشيخ جراح للبقاء في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء  لصالح المستوطنين.

التعليقات : 0

إضافة تعليق