رأي الاستقلال (العدد 2697)
أتفق تماماً مع وصف القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الشيخ خضر عدنان، ان، ما يحدث بالضفة الغربية المحتلة «مقاومة شابة»، يعجز الاحتلال عن وقفها، وأن هناك حاضنة شعبية قوية متماسكة تدافع عن المقاومين وتحتضنهم، وهناك عمل متقدم في المقاومة أكثر من أي وقت مضى، والفعل المقاوم يتصاعد وباتت اقتحامات الاحتلال لمناطق الضفة مزعجة لجنوده الذين يتكبدون الخسائر البشرية والمادية خلال الاقتحامات, نتيجة تلاحم المقاومة مع الحاضنة الشعبية, وشكلت جدارا منيعا وصلدا امام الاحتلال, فعدد الشهداء منذ بداية العام الجديد 2023م وصل الى ثمانية عشر شهيدا، بمعنى كل يوم شهيد بخلاف الجرحى والمعتقلين, القائد خضر عدنان دعا كافة الفصائل لوضع الإمكانات بيد المقاومين, مشددًا على أن هذا ما يردع الاحتلال, ولفت إلى أن حواجز الضفة أصبحت «ملطشة» بفعل ضربات المقاومة، فالشباب المقاوم كل يوم يتقدم ويتجهز لمواجهة الاحتلال», المواطن طارق عودة يوسف معالي 42 عاماً تم اغتياله بالأمس بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه شمال غرب رام الله, وزعم الإعلام العبري أن حاول طعن مستوطن بمفك براغي, فاطلق عليه جنود الاحتلال النار حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اكدت أن تصاعد جرائم القتل العمد بنيران العدو ومستوطنيه، واستهداف أبناء الجهاد وكوادرها وجماهير شعبنا لن يثنيها عن المضي قدماً في واجبنا الديني والوطني دفاعا عن شعبها وأرضها ومقدساتها», ولينتظر الاحتلال ما يسوء وجهه ويقض مضاجعه بسواعد المقاومين الذين عاهدوا الله على استمرار مسيرة المقاومة, وأن هذه الدماء الطاهرة التي تنزف على امتداد الضفة الباسلة، سوف تفجَّر براكين الغضب في وجه الاحتلال، وستبقى وفية لهذا النهج المقاوم, بهذا الفهم والوعي يمكن إدارة المعركة.
حالة التطور في أداء المقاومة الميداني واتساع رقعة المواجهة، اشد ما يقلق الاحتلال الصهيوني وينذر بتصعيد الفعل المقاوم، الامر الذي يدفع الاحتلال للبحث عن خيارات عديدة، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام قال: «أن تصاعد العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة، دليل على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم أو يرضخ للأمر الواقع». وأضاف «الضفة الغربية كانت دوما على قدر الرهان، وأهلنا لن يخضعوا للأمر الواقع ولن يستسلموا لما يفرضه جيش الاحتلال من إجراءات»، مبيناً أن الأجيال الشابة توجه رسالة للمحتل وللعالم أجمع أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تموت, وما لا يدركه الاحتلال الصهيوني ان سياسة التغول والقتل دائما ما ترفع من منسوب المقاومة وتزيد من العمليات الفدائية, وتؤدي الى البحث عن وسائل انجع لاستهداف الاحتلال وجنوده ومستوطنية, ضباط كبار في جيش الاحتلال الصهيوني، حذروا من تصاعد عمليات المقاومة المسلحة خلال اقتحامات قواته لمناطق في الضفة الغربية المحتلة، ولاسيما الشمالية منها. وذكر موقع “والا” العبري، أن كبار ضباط المنطقة الوسطى والمسؤولين عن الضفة الغربية حذّروا وزير الجيش الجديد “يوآف جالانت” من اشتداد عمليات المقاومة لاقتحامات الجيش في المناطق الفلسطينية كعمليات إطلاق النار واستخدام العبوات. وجاء على لسان الضباط أن كل عملية اقتحام بمناطق شمالي الضفة تُقابل بعدة عمليات إطلاق نار ووضع حواجز مفخخة واستخدام للعبوات وتفخيخ للمباني، مشدّدين على أن التهديد آخذ في التطور, وحذر الضباط من اشتداد العمليات المسلحة خلال هذا العام في ظل غياب الأفق السياسي, ما يعني ان تقديرات الاحتلال الصهيوني تشير الى تنامي المقاومة وهو الامر الذي تسعى اليه الفصائل.
مع نهاية عام 2022، اعترف جيش الاحتلال بتصاعد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وشهد عام 2022 ارتفاعاً كبيراً في عدد عمليات إطلاق النار وعدد القتلى من الجيش والمستوطنين مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية. ووفق المعطيات، وقعت 285 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 31 مستوطناً وجندياً، وفي العام الجديد 2023، تزداد العوامل التي تدفع إلى زيادة أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948، وربما المواجهات العسكرية مع قطاع غزة. هذه الأمور تفرضها جملة من التحديات التي تتطلب من المقاومة الإسراع في التجهّز لها، وخصوصاً في ظل تطرف حكومة الاحتلال، التي يقودها متطرف، مثل إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش تحت زعامة المجرم بنيامين نتنياهو الذي يرأس حكومة الصهيونية الدينية المحملة بملفات غاية في الخطورة, تهويد القدس, وتقسيم الاقصى ، واخلاء الاغوار الشمالية والخان الأحمر, وتوسيع المستوطنات, وطرد السلطة من الضفة الغربية, وسن المزيد من القوانين العنصرية لتضييق الخناق على أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948م, وتشديد الخناق على غزة من خلال الاستمرار في حصارها, والتهديد بشن عدوان جديد اكثر دموية على قطاع غزة, لكن كل هذا التهديد والوعيد وكل هذه المخططات والمؤامرات تنتهي بوحدة الموقف الفلسطيني, وحالة التلاحم بين المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية, والعمل على دعم المقاومة في الضفة بكل اشكال الدعم الممكنة, فأهلنا في الضفة لا ينقصهم الحافز للانقضاض على الاحتلال وقطعان مستوطنيه, انما تنقصه الأداة الناجعة لتحقيق خسائر مباشرة لدى العدو الصهيوني, فالمقاومة ثقافة راسخة لدى شعبنا الفلسطيني لا تتأثر بعنف الاحتلال وجبروته مهما كان حجم العنف.
التعليقات : 0