وجّهتا ضربة مزدوجة لـ"أمن الكيان"

تحليل: عمليتا القدس البطوليتين.. تداعيات كارثية على حكومة الاحتلال

تحليل: عمليتا القدس البطوليتين.. تداعيات كارثية على حكومة الاحتلال
مقاومة

 

غزة – القدس المحتلة / معتز شاهين:

ثمة تداعيات كارثية ألقت بظلالها علميتا القدس البطوليتين اللتين وقعتا خلال الـ48 ساعة الماضية، على حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" الفاشية، أبرزها الشعور الحقيقي الذي بات يراود المستوطنين، بأن حكومتهم وأجهزتها الأمنية باتت عاجزة فعلياً على توفير الأمن والحماية لهم.

 

وتلقت حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" الجديدة برئاسة نتنياهو، ضربتين موجعتين أربكتا منظومتها الأمنية، بعد تنفيذ فلسطينيين عمليتي إطلاق نار منفصلتين في عمق مدينة القدس المحتلة، الأولى مساء الجمعة، ونفذها الشهيد "خيري علقم" من مخيم شعفاط، وأسفرت عن مقتل 7 "إسرائيليين"، والثانية صباح السبت، بضاحية سلوان بالقدس وأسفرت عن إصابتين خطيرتين إحداها لضابط في جيش الاحتلال، ونفذها الفتى المقدسي محمد عليوات (13 عاماً) والذي تم اعتقاله بعد إصابته.

 

وتأتي العمليتان في إطار ردود الفعل المتوقعة بعد المجزرة "الإسرائيلية" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الخميس الماضي بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة 20 آخرين.

 

وتعد عملية الشهيد خيري علقم من أكبر العمليات التي شهدها الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة حسب وصف نجمة داوود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلي)، التي أكدت أن هناك إصابات غاية في الخطورة وأن هناك صعوبة في محاولة إنعاشهم، ما يرشح ارتفاع أعداد القتلى "الإسرائيليين".

 

وجاءت العملية في وقت وظرف يفترض أن يكون التأهب الأمني من قبل الاحتلال وأجهزته في أعلى مستوياته، في أعقاب مجزرة مخيم جنين، ما يعني أنّ أجهزة الاحتلال الأمنية ستكون مستنفرة حتى قبل تنفيذ العملية، لمحاولة تدارك أي تحرّك فلسطيني متوقّع للردّ عليها.

 

وهذا ما أشارت إليه "القناة 13" الإسرائيلية، في تأكيدها أنّ "الهجوم تمّ تنفيذه من تحت أنف الشاباك في القدس"، لأنّ العملية وجهت للجهاز الأمني "الإسرائيلي" ضربة مزدوجة.

 

الإسرائيليون في مواجهة الحقيقة

 

ويرى المختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، أن عمليتي القدس أحرجتا رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، "بنيامين نتنياهو"، ووضعته في مأزق كبير يصعب عليه الخروج منه هو وفريقه من اليمين المتطرف.

 

وقال منصور في حديث مع صحيفة "الاستقلال"، أمس السبت، إن حكومة "نتنياهو" تواجه اليوم ما كانت تنتقده قبل وصولها إلى سدة الحُكم، عندما كانت تزعم أن لديها حلولاً تجاه استعادة الأمن الشخصي بالكيان، لتأتي عمليتا القدس لتفضحها أمام جمهورها وتظهر عمق عجزها، وتُثبت أن كل الشعارات التي تغنت بها بمثابة شعارات رنانة لا رصيد لها على أرض الواقع.

 

وأضاف، أن المستوطنين اليوم أدركوا حقيقة عجز حكومة "نتنياهو" عن استعادة الأمن الشخصي لهم، بدليل ما أطلقته شرطة الاحتلال من دعوات للمستوطنين  لحمل السلاح، وذلك عقب عملية الشهيد علقم.

 

ولفت منصور، إلى أن "نتنياهو" بفعل علميتا القدس أصبح بين المطرقة والسندان، فهو من جهة لا يستطيع الذهاب إلى التصعيد، ولا الذهاب إلى تهدئة الأمور واحتواء الأوضاع، وسيبقى عالقاً بالوسط مردداً ذات الشعارات التحريضية واللغة التصعيدية ضد الفلسطينيين.

 

ولم يستبعد، أن يتجه "نتنياهو" إلى فرض عقوبات جماعية خاصة على مدينة القدس المحتلة، وسيرفع من وتيرة الإجرام خاصة على مخيم جنين، متوقعاً أن تشهد مدينة القدس انتشارا مكثفا لشرطة الاحتلال، دون أن يجلب ذلك الحلول الحقيقية، وهي ستكون مجرد تفريغ لحالة الضغط التي يتعرض لها "نتنياهو".

 

وأشار، أن عمليتي القدس بعثتا برسائل لدول التطبيع في المنطقة، التي تعول على أن "إسرائيل" تمتلك القدرات والإمكانيات وقادرة على التعامل مع كل الأمور، مشدداً على أن العملية أثبتت ان هناك ظروف أقوى من "إسرائيل"، وأن هناك مقاومة قادرة على أن تفرض عليها وضع هي تبدوا فيه عاجزة حتى عن توفير الأمن الشخصي لمستوطنيها.

 

مستقبل الائتلاف الحكومي

 

بدوره، يرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عدنان الأفندي، أن عمليتي القدس كشفتا عجز حكومة المتطرفين بزعامة "بنيامين نتنياهو" عن توفير الحماية والامن للمستوطنين، الأمر الذي سيكون له أثر على الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال.

 

وقال الأفندي لـ "الاستقلال"، إن نتائج العمليتين ستدفع "نتنياهو" إلى التراجع عن سياسة القتل والإجرام، لإدراكه متأخراً أن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام جرائمه.

 

وأضاف، أن "الإسرائيليين" في ظل حكومة اليمين المتطرف أصبح لديهم شعور بانعدام الأمن أكثر مما كان عليه في الحكومات السابقة، وهذا الأمر سيزيد من حجم الاحتجاجات ضدها في كيان الاحتلال.

 

وأوضح اللأفندي، أن "نتنياهو" ومن معه من المتطرفين لم يقرأوا الحالة مع الفلسطينيين بالشكل الصحيح، الأمر الذي ساق نتائج عكسية على الاحتلال، وهذا تبيّن من خلال الصدمة التي أتت على ملامح "نتنياهو" و"بن غفير" عند زيارتهما مسرح العملية، وامتناعهما عن الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام.

 

ويتوقع المحلل السياسي، أن يفرض "نتنياهو" سياسية جديدة على المتطرف "إيتمار بن غفير" من أجل تهدئة الأوضاع، عبر تحجيم تصريحاته المتطرفة، والتصرفات الاستفزازية ضد الفلسطينيين، متوقعاً أن ينصاع "بن غفير" لهذه السياسية الجديدة، خاصة بعد مهاجمة "الإسرائيليين" له وتحميله تبعات تصريحاته التي أوصلتهم إلى هذه الحالة من انعدام الأمن) الشخصي.

 

وتعرض ما يسمى بوزير الأمن القومي بحكومة الاحتلال "إيتمار بن غفير"، لهجوم حاد من قبل المستوطنين، محملين إياه المسؤولية الكاملة، عن تبعات العمليات الفدائية بالقدس، مؤكدين أنه هو من أوصلهم إلى هذا المشهد الصعب.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق