غزة/ باسل عبد النبي:
حالة من الغليان يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، جراء ما يتعرضون له من هجمة شرسة تشنها عليهم ما تسمى إدارة مصلحة السجون، الأمر الذي دفعهم إلى الإعلان عن سلسلة من الخطوات التصعيدية من أجل تحقيق مطالبهم والضغط على الاحتلال.
وأكد المختص في شؤون الأسرى رأفت حمدونة أن الأسرى داخل السجون يواجهون حملة ممنهجة دفعتهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية لمواجهة إجراءات الاحتلال المتمثلة في عمليات الاقتحام والتفتيش والاعتداءات المستمرة، والتنقلات المتكررة التي تمنع استقرار الاسرى، فضلا عن سياسة الإهمال الطبي، ومصادرة الحقوق الأساسية للأسرى.
وأضاف حمدونة لـ"الاستقلال":" منذ عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع يتعرض الأسرى وخصوصا أسرى حركة الجهاد الإسلامي للتضييق من قبل إدارة مصلحة السجون التي تحاول مصادرة حقوقهم الأساسية والإنسانية".
ولفت حمدونة أن الاحتلال يقوم بنقل الأسرى من سجن إلى آخر، وبشكل متكرر مما يؤدي الى إرهاقهم ونزع استقرارهم، وإرباكهم وذويهم، َإضافة إلى فقدانهم لمقتنياتهم جراء النقل الذي يهدف إلى الغاء الحالة التنظيمية داخل السجون.
وأشار حمدونة إلى تهديدات بن غفير ومقترحاته التي أعلن عنها بعد توليه وزارة الأمن خلال زيارته لسجن نفحة، والتي تهدف الى زيادة التضييق على الأسرى بشكل أكبر، إضافة الى قانون اعدام الأسرى.
خطوات تصاعدية
وفي ذات السياق توقع حمدونة أن تشهد الفترة المقبلة احتجاجات مفتوحة حسب الظروف داخل الأسر، قد تتدحرج لتصل الى خطوات أكثر تصاعدا في مواجهة إجراءات الاحتلال القمعية.
وطالب حمدونة الجميع بالوقوف مع الأسرى ومساندتهم والقيام بخطوات من شأنها دعمهم ومساندتهم على المستوى السياسي، من خلال إثارة قضيتهم محليا وعربيا ودوليا، والتعامل مع المؤسسات الحقوقية المحلية والعربية والدولية، ورفع دعاوى لدى محكمة الجنايات الدولية، وعدم الاكتفاء بتناول القضية من قبل الإعلام المحلي؛ بل يجب أن يكون هناك مواقع باللغة الانجليزية ولغات أخرى لمخاطبة العالم ونقل الرواية الفلسطينية.
ودعا الى دعم الأسرى جماهيريا من خلال المسيرات والاعتصامات والوقفات المساندة لهم بالتنسيق مع متضامنين لتنظيم وقفات خارج فلسطين لما لها من تأثير كبير على الاحتلال.
المواجهة تقترب
من جهتها قالت وزارة الأسرى أن الاحتلال يشن حملة ضد الأسرى في سجون "عوفر والنقب ومجدو والدامون"، وقطع التيار الكهربائي عن أسرى سجن النقب.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الاحتلال يحاول بكل الطرق أن يستفرد بالأسرى داخل السجون مستغلاً الأحداث التي جرت في القدس لممارسة رد فعل على من يعتقد أنهم الحلقة الأضعف، وإكمالاً لمخططات المجرم "بن غفير" وحكومته الفاشية الذين يسعون لتحويل السجون إلى حياة بدائية.
وأكدت الوزارة أن الأوضاع ذاهبة نحو المواجهة والتصعيد في إطار معركة الأسرى المفتوحة مع إدارة السجون، وبعد الاعتداء الوحشي الذي تعرض له أسرى سجني "عوفر والنقب" أول أمس السبت، ما دفع أسرى سجن "عوفر" لإغلاق الأقسام وإرجاع وجبات الطعام أمس الأحد.
وكانت الحركة الأسيرة أعلنت عن البدء بخطوات احتجاجية تمثلت بإرجاع وجبات الطعام واغلاق الأقسام ردا على الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون.
وشددت على أن الساعات القادمة ستشهد تصعيدًا في خطواتها في مواجهة هذا العدوان المستمر، داعية جماهير شعبنا للوقوف إلى جانب أسراهم، ومساندتهم بكافة الوسائل والأدوات الممكنة.
تداعيات كبيرة
بدورها حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس الأحد، الاحتلال من المساس بأسرانا وما يترتب عليه من تداعيات داخل السجون وخارجها.
وأكدت الفصائل على أن تحرير الأسرى على رأس أولويات المقاومة التي قطعت على نفسها وعد التحرير الذي بات قريباً بإذن الله.
وشددت على أن هذا العدوان الفاشي والعنصري هو محاولة خبيثة للفت الأنظار عن الفشل الذريع الذي أحدثته العمليات البطولية في القدس مؤكدة أن قيام قوات الاحتلال باقتحام السجون والاعتداء على الأسرى وحرق خيامهم لن يفت في عضد أسرانا الأحرار.
التعليقات : 0