رأي الاستقلال (العدد 2707)

معارك الاحتلال المتنوعة.. الأولى عنوانها الاسرى

معارك الاحتلال المتنوعة.. الأولى عنوانها الاسرى
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال (العدد 2707)

قبل ان يتولى ما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير منصبه الوزاري رسميا، توعد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالويلات، وقال انه سيقاتل من اجل تشريع قانون لإعدام الاسرى الفلسطينيين، وعلى أجندة بن غفير يأتي تشديد ظروف حبس الأسرى، ووقف توزيعهم داخل السجون بناء على الانتماء السياسي، وإلغاء ممثل الأسرى مع منعهم  من طهي طعامهم بأنفسهم, أو شرائه من بقالة السجن «الكانتين» وتشديد ظروف اعتقال الاسرى، بمنع علاجهم, وخروجهم للعيادات الخارجية, وعدم السماح بإدخال الدواء اللازم لهم, ما  يعني أن حياتهم ستكون عرضة للخطر؛ «لأنّ منع علاج المرضى منهم يعني أنّ هناك نيّة مبيتة لقتل عدد منهم، فتطبيق مثل هذه الإجراءات بحق الأسرى، سيدفعهم إلى مواجهتها, إما بالعصيان أو الإضراب الجماعي في كل السجون الصهيونية, الامر الذي يستدعي من الكل الفلسطيني الوقوف مع الاسرى ودعمهم ومساندتهم في معركتهم»، فالحركة الأسيرة تستطيع مواجهة إجراءات ومخططات المتطرف بن غفير، وسيفشلونها باتحادهم وقوتهم, فقرارات بن غفير تنم عن تطرف وحقد وكراهية وعنصرية ضد كل ما هو فلسطيني، وتُبين أن هناك اجماعاً اسرائيلياً على فرض قوانين التضييق والتشديد وإعدام الأسرى، وتعبر عن السياسة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني على وجه العموم, لكن بن غفير الذي يعيش مرحلة المراهقة السياسية, لا يعلم ان أي معركة ضد الاسرى الفلسطينيين دائما ما تنتهي بالفشل, لان الاسرى هم الجسم الأقوى والاصلب في الفعل الفلسطيني المقاوم ضد الاحتلال ومصلحة السجون الصهيونية, ولعل بن غفير وحكومته النازية المهووسة بالقتل وسفك الدماء, لا يعلمون ان معركتهم خاسرة حتى قبل ان تبدأ, وانهم سيعضون على أصابع الندم اذا ما اقدموا على اي انتهاكات بحق الاسرى او سحب إنجازات منهم تحققت عبر سنوات طويلة من النضال والتضحيات. 

 

الاسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الصهيوني شكلوا لجان وطنية من جميع فصائل العمل الوطني لمواجهة أي إجراء جديد تجاه الأسرى، وستكون هناك مرحلة عنوانها النصر أو الشهادة», وامام الانكسارات المذلة التي تعرضت لها حكومة ونتنياهو الفاشية, والعمليات البطولية النوعية التي ينفذها ابطال فلسطين, و الهجوم الذي تعرضت له حكومة نتنياهو وايتمار بن غفير تحديدا من قبل المستوطنين, شرعت مصلحة السجون الصهيونية بتنفيذ حركة تنقلات لقيادات كبيرة داخل سجون الاحتلال, الهدف من ورائها اضعاف وحدة الحركة الاسيرة وارباك الحالة التي تعيشها, لأجل الشروع بأولي الخطوات الانتقامية التي أوصى بها ايتمار بن غفير تجاه الاسرى الفلسطينيين, التنقلات طالت الأسير القائد مروان البرغوثي، والأمير العام للجبهة الشعبية في السجون الأسير وائل الجاغوب، والأمير العام للجهاد الإسلامي في السجون زيد بسيسي وغيرهم العشرات من الاسرى الذين تم نقلهم الى سجون أخرى بأوضاع صعبة ومتردية ومأساوية، وزادت هذه الممارسات القمعية الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين وتحديدا في سجن «مجدو وعوفر والنقب» بدعوى احتفال الأسرى بالعملية البطولية في القدس, الامر الذي اغضب إدارات السجون وجعلهم يتخذون إجراءات انتقامية بحق الاسرى, الامر الذي ينذر بانتفاضة عارمة داخل سجون الاحتلال, الامر الذي حذر منه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، حيث إن الزنازين غير صالحة للعيش الآدمي، وقد تسبب الأمراض للأسرى، حيث يتم عزلهم بعد الاعتداء عليهم والتنكيل بهم, إذ يتم نقلهم وقمعهم وضربهم ورشهم بالغاز السام، وتهديد حياتهم الصحية وظروفهم الاعتقالية اليومية, ووفق أبو بكر فإن إدارة سجون الاحتلال جلبت خلال عمليات التنكيل بالأسرى شرطة من خارج السجون؛ لنقل المعتقلين والاعتداء عليهم، وتحطيم مقتنياتهم، الامر الذي ينذر بكارثة.

 

اصبحنا اليوم ننتظر ساعة الصفر التي سيعلن خلالها بدء المعركة بين الاسرى الفلسطينيين وادارات السجون الصهيونية, فإدارة سجن النقب تواصل قطع التيار الكهربائي عن قسمي «27، و28» في سجن النقب منذ السبت الماضي، إضافة لاستمرار اقتحام قوات القمع لغرف الأسرى وتنفيذ عمليات تفتيش, ويشهد سجن «النقب» منذ عدة أيام حالة من التوتر الشديد، حيث جرى إغلاق عدة أقسام، منها قسما (26، 27)، كما اقتحمت قوات القمع قسم (8)، وأخرجت كافة الأسرى من خيامهم، وأبلغتهم بنية نقلهم إلى سجن «نفحة», وهذه الخطوات التعسفية تأتي بالتزامن مع حملة تقوم بها إدارة السجون في معتقلات أخرى، حيث اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات في سجون «الدامون»، واستولت على الأجهزة الكهربائية وأغلقته لمدة أسبوع، في حين اقتحمت السبت الماضي عدة أقسام في سجون «عوفر» و»مجدو»، ونكّلت بالأسرى، وعزلت مجموعة منهم, وكل هذه التجاوزات الصهيونية بحق الاسرى الفلسطينيين, جاءت بأوامر مباشرة من المتطرف الصهيوني المجرم ايتمار بن غفير, الذي لا يشفي غليله اعتقال الاسرى وزجهم في السجون الصهيونية النازية لعشرات بل مئات السنين, انما يريد الانتقام منهم, كما ينتقمون من الشهداء باحتجاز جثامينهم وسرقة اعضائهم ومنع أهلهم من القاء نظرة الوداع عليهم, انه عدو نازي يبتكر أساليب غير آدمية للانتقام من الفلسطينيين احياء وامواتاً, لكن وكما قالت الصحابية الجليلة أسماء بنت ابي بكر الصديق رضى الله تعالى عنها وارضاها «وما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها». 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق