غزة/ الاستقلال:
أكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، أن قادة الاحتلال الإسرائيلي، يستغلون العمليات الاستشهادية، لتمرير مخططاتهم العنصرية التي تهدف إلى تضيق الخناق على أبناء شعبنا الفلسطيني وفرض سياسة التهجير الجماعي بحقهم وسرقة المزيد من الأراضي وتهويدها لخلق واقع جديد على الأرض، الامر الذي قد يؤدي إلى انفجار "قريب" للأوضاع.
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) سلسلة إجراءات عدّتها الفصائل الفلسطينية "عقوبات جماعية" ردا على عمليتي إطلاق نار في القدس قُتل فيهما 7 إسرائيليين يومي الجمعة والسبت.
ومن الإجراءات المعلنة سحب بطاقات الهوية الخاصة بسكان القدس (هوية مقيم) من عائلات منفذي العمليات، تمهيداً لطردهم وترحيلهم.
وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتهجير عائلات منفذي العمليات الاستشهادية وطردهم من القدس إلى الضفة الغربية، كما دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى ترحيل عوائل المنفذين إلى قطاع غزة ومصادرة ممتلكاتهم ونقلها إلى عائلات القتلى الاسرائيليين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن "سموتريتش" قوله، إنه سيعمل على نقل الممتلكات الخاصة بمنازل منفذي العمليات التي سيتم إغلاقها وهدمها لاحقا، إلى عوائل القتلى الإسرائيليين. وشدد الكاتب والمحلل السياسي عنبتاوي في حديثه لـ "الاستقلال"، أن التهديد بطرد وسحب هويات عائلات منفذي العمليات تأتي في سياق خطة ممنهجة للتضييق على المقدسيين، وحرمانهم من حقوقهم ونزع هويتهم منهم، بهدف إفراغ الارض والسيطرة عليها.
وأوضح أن سياسة العقاب الجماعي لعائلات منفذي العمليات، تدلل على أن الاحتلال لا يرغب في أي وجود مقدسي، ويسعى لخلق هجرة جديدة للمقدسيين لتفريع المدينة، وفي ذات الوقت يسرق أراضيهم ويصادر آلاف الدونمات ويقيم آلاف الوحدات الاستيطانية.
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي عنبتاوي، أن تواصل إسرائيل ضغوطها على المقدسيين وأهالي الضفة المحتلة، الأمر الذي ينذر بـ"انفجار عام" للأوضاع.
رد فعل طبيعي
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، أن هذه العمليات هي رد فعل طبيعي على إجرام الاحتلال بحق الفلسطينيين، واقتحامات الأقصى، والتغول في الدم الفلسطيني، وتأتي في سياق رفض سياسات الاحتلال التي تنتهك كافة حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال: "عمليات القدس أظهرت ضعف الاحتلال، وحكومة نتنياهو التي تحاول إرضاء المجتمع الإسرائيلي، مؤكداً أن الحجج الإسرائيلية بردع المقاومة او توقفها، واهية ولا أساس لها من الصحة والمقصود من وراء هذه السياسة إقامة المشاريع الاستيطانية والسيطرة على القدس.
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أن تمتد العمليات الاستشهادية واعمال المقاومة الى كافة الساحات الفلسطينية؛ وقد تشهد الفترة القادمة تصعيدا لربما هو الأكبر في الصراع.
وأفاد بأن الأصوات داخل دولة الاحتلال تحمل المسؤولية عن تصاعد العمل الفلسطيني لنتنياهو الذي سمح لابن غفير أن يتعامل بهذا العنف مع الشعب الفلسطيني، وأدى لهذا العمل المقاوم.
محاولات فاشلة
وأكد أن محاولات كي الوعي للشعب الفلسطيني، وانتزاع الاستسلام منه وإرهاب الأطفال والنساء، وعمليات الهدم والقتل على الحواجز، تعطي عكس المطلوب إسرائيليا وهو القضاء على المقاومة التي باتت فكرة تمتد من جهة الى أخرى في الضفة والقدس نتيجة الجرائم الإسرائيلية.
وقال : "إن هذه الضغوطات التي يلوحون بها فقد سبق وجربوها على الشعب الفلسطيني ولم تفلح في تركيعه، حتى أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث بأن الاذعان في البطش والقتل يواجه بقوة فلسطينية مقابلة ترفض وتنتفض".
وتابع "الاحتلال فشل في القضاء على المقاومة في جنين، وامتدت الى نابلس، والآن تمتد إلى معظم مناطق الضفة، ويواجهون عمليات يصعب السيطرة عليها زمانيا ومكانيا.
الوحدة طريق المواجهة
واشار إلى وجود توجه عام فلسطيني واضح وهو مقاومة الاحتلال، لذلك يجب توحيد الطاقات في القدس والضفة وغزة والداخل والشتات أيضا والتحرك مع القوى الداعمة للقضية الفلسطينية في الإقليم وفي العالم كله.
وطالب عنبتاوي الفلسطينيين بالصمود ومقاومة التهجير، وتوحيد الموقف الوطني الفلسطيني، وترتيب الواقع الداخلي، وتعزيز الجبهة الداخلية اقتصاديا وأمنيا وسياسيا، واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة الهجمة الإسرائيلية ضد شعبنا.
ودعا الى تفعيل الأدوات القانونية، والتوجه الى المحافل الدولية، ورفع دعاوى لمحكمة العدل لكشف ممارسات وجرائم الاحتلال التي تضرب بعرض الحائط القرارات والقوانين الدولية، والانطلاق في الدول العربية والعالمية من أجل تعزيز مقاطعة الاحتلال، وسحب الاستثمارات منه.
التعليقات : 0