رأي الاستقلال (العدد 2708)

عصيان في السجون.. وعصيان في القدس

عصيان في السجون.. وعصيان في القدس
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال (العدد 2708)

تتسارع الاحداث وتزداد التوترات وتحاول الحكومة الفاشية بزعامة بنيامين نتنياهو, والذي توجه سياساته الصهيونية الدينية, وامام هذه السياسة العنجهية تولد الابداع الثوري الفلسطيني بعمليات نوعية زلزلت اركان حكومة نتنياهو ودفعها للعمل بعقلية العصابات والانتقام من الفلسطينيين, وانبرت الحكومة الصهيونية لفتح اول معركة مع الاسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية, اما المعركة الثانية فكانت اكثر همجية حيث قررت هدم منازل الفلسطينيين في القدس وتهجيرهم منها بالقوة,  ويبدو ان حكومة نتنياهو المأزومة تعمل وفق القاعدة القائلة علي وعلى اعدائي, لذلك دعا رئيس الحكومة النازي الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو بعدم الرد الفردي على الفلسطينيين, وإعطاء الفرصة للحكومة وجيشها ومنظومتها الأمنية والعسكرية بالرد محذرا انه سيتخذ اجراءت عنيفة وصعبة بحق الفلسطينيين وسيقوم بهدم منازلهم وتهجير أصحابها منها, لكن كل هذا الذي يتوعد به نتنياهو وحكومته له انعكاسات على الفلسطينيين, ربما لا يلتفت اليها نتنياهو الان, لكنه في النهاية سيراها بأم عينه عندما توجه اليه صفعة من قبلهم, ربما تجعله يستفيق هو وشريكه النازي المتطرف ايتمار بن غفير, والمجرم الدموي بتسلئيل سموترتش, فموجة العمليات الفدائية البطولية لا زالت مطبوعة على خد نتنياهو الأيمن بعد عملية الشهيد البطل خيري علقم, اما خده الايسر فقد لطمة الطفل محمد عليوات ابن ال 13 عاما عليه بعمليته البطولية في القدس والتي أدت لإصابة إسرائيليين احدهما ضابط في الجيش الصهيوني, وهناك تقديرات صهيونية ان هذه العمليات ستتواصل وتتكرر وستخلف خسائر بشرية, لذلك انتشرت وحدات الجيش الصهيوني في القدس بشكل كثيف, وأقيمت الحواجز العسكرية الثابتة والمتنقلة وأعلنت حالة الاستنفار في القدس المحتلة.

 

ولأجل الرد على خطوات الحكومة النازية الصهيونية فقد بدأ الفلسطينيون المقدسيون خطوات العصيان المـــدني حيث أغلق العشرات من الشبان والأهالي شوارع بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة صباح أمس الثلاثاء بحاويات النفايات في أولى خطوات العصيان المدني الذي أعلنت عنه جهات مقدسية للتصدي لمخططات الحكومة اليمينية المتطرفة الهادفة إلى تهجير المقدسيين, وقالت مصادر محلية إن الشبان قاموا بسكب الزيت على الطرقات للتصدي لجرافات بلدية الاحتلال ومنع هدم المنازل, ودعت جهات مقدسية، لإعلان العصيان المدني في مختلف الأحياء شرقي المدينة، للتصدي لمخططات الحكومة اليمينية المتطرفة الهادفة إلى تهجير المقدسيين من منازلهم وأراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بحجج واهية, ودعت لجنة عائلات مخيم شعفاط وعناتا بالقدس للعصيان المدني وعدم الخروج للعمل أو الشوارع أمس للوقوف معاً ضد قرارات الاحتلال بحق أهلنا ومنازلهم في القدس. وأعلنت مدارس قرية الشيخ سعد بالقدس الإضراب وتعليق الدوام احتجاجًا على سياسة هدم بيوت المقدسيين. وكان ما يسمى بوزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموترتش قد طالب بطرد اسر منفذي العمليات الفدائية، وتسليم منازلهم وممتلكاتهم لذوي القتلى الإسرائيليين, وتهدف الحكومة الصهيونية من وراء هذه الخطوات تهويد القدس بشكل كامل, والعمل على طرد المقدسيين منها بالقوة, لكن عصيان أهالي القدس هو خطوة أولى سيتبعها العديد من الخطوات التصعيدية لمواجهة مخطط التهويد, وافشال عمليات التهجير الجماعية التي يخطط لها الاحتلال, فالمقدسي مغروس بكلتا قدميه في ارضه, ولا يستطيع احد اقتلاعه منها, فهو كالسمك الذي يعيش في الماء, اذا ما خرج منه لم يعد يتنفس ومصيره الحتمي الموت, ونحن شعب لا يموت.

 

التصعيد الصهيوني بلغ مداه مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن للأراضي المحتلة، وكأن الحكومة الصهيونية تؤكد على المؤكد بأن أمريكا تساندها في خطواتها التعسفية بحق الفلسطينيين, وامعانا منها في جريمتها اعتدت قوات القمع في سجن «الدامون»، امس الثلاثاء، على الأسيرات الفلسطينيات، ورشوا عليهن غاز الفلفل المسيل للدموع، وفي رد فعل احتجاجي على القمع، أحرقت الأسيرات بعض غرف السجن، وفق ما نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين. وسادت حالة توتر في كل السجون، بخطوات تصعيدية للرد على ما يحدث عند الأسيرات» اللواتي أعلن العصيان داخل سجون الاحتلال، وذلك بعد ان عزلت ادارة سجن الدامون ممثلة الأسيرات، ياسمين شعبان بعد الاعتداء عليها، وتحول غرف الأسيرات لزنازين بعد سحب الأدوات الكهربائية وكل المقتنيات وأغلقت إدارة سجن عوفر كافة الأقسام، والأسرى أرجعوا وجبات الإفطار، وطالبوا بإجراء اتصال هاتفي مع الأسيرات للوقوف عند تفاصيل ما يحدث داخل السجون، وتم إبلاغ إدارة سجون الاحتلال أن الأسيرات خط أحمر ولن نسمح بالمساس بهن». وأشارت هيئة الأسرى إلى أن هناك «حالة استنفار في كافة السجون والمعتقلات، وأسرى حركة ‘فتح‘ يهددون بتنفيذ عمليات طعن في صفوف شرطة السجن، ردا على الاعتداء والتنكيل بالأسيرات في سجن الدامون» وهذا الخرق الصهيوني له ثمن كبير يعلمه الاحتلال جيدا فالأسيرات خط احمر, وفصائل المقاومة الفلسطينية خرجت لتحذر الاحتلال من المساس بالأسيرات الفلسطينيات, وانه لا يمكن الصمت على ما يتعرضن له من تنكيل واعتداء من إدارة السجون, وان عصيان الاسرى داخل السجون ليس هو الخطوة الأخيرة انما له انعكاس على الشارع الفلسطيني برمته, لكن نتنياهو الموهوم لا زال يلعب بالنار.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق