غزة/ سماح المبحوح:
أجمع فصائل فلسطينية على أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، لن تقدم شيء للشعب الفلسطيني سوى الأوهام، وفي الوقت ذاته ستخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
ورأت الفصائل في أحاديث منفصلة لـ "الاستقلال " الثلاثاء، أن الشعب الفلسطيني وكذلك السلطة فقدوا الثقة بالإدارة الأمريكية، ولم يعد لديهم أمل في تغيير سياساتها المنحازة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
والإثنين، وصل بلينكن إلى "إسرائيل" في زيارة تشمل أيضا الأراضي الفلسطينية، تستمر يومين يلتقي خلالهما مسؤولين في "تل أبيب" ورام الله.
واستهل بلينكن زيارته لـ "تل أبيب" بلقاء نتنياهو، يليه وزير الخارجية إيلي كوهين، ثم رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ.
وتعد زيارة بلينكن لـ "إسرائيل" المحطة الثانية، ضمن جولة بدأها من مصر الأحد وانتهت أمس الثلاثاء في الأراضي الفلسطينية.
وبلينكن هو ثالث مسؤول أمريكي رفيع المستوى يزور المنطقة منذ تشكيل حكومة نتنياهو، حيث سبقه كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز. وبـتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي منح الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الثقة لحكومة جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وصفتها وسائل إعلام عبرية وعربية ودولية بـ "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".
وجاءت زيارة بلينكن عقب وقوع عمليتين بطولتين في القدس أسفرتا عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة عدد آخر، وذلك بعد مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، أدت لاستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.
فقدان الثقة
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أكد على أن لقاء بلينكن مع رئيس السلطة محمود عباس لن يقدم شيئاً للشعب الفلسطيني، مشدداً على فقد السلطة وقيادتها الثقة بالإدارة الأمريكية، ولم يعد لديهم أمل بتغير سياستها المنحازة للاحتلال والتي تهتم بحمايته ودعمه.
وقال أبو يوسف لـ "الاستقلال" إن القيادة الفلسطينية فقدت الثقة بالإدارة الأمريكية، لانحيازها الكامل مع الاحتلال الاسرائيلي، وتبنيها سياسات تحميه من مغبة محاسبته على جرائمه المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف: " الإدارة الأمريكية لم تفِ بوعودها التي قطعتها للشعب الفلسطيني، أو وعود مسؤوليها خلال لقائها بالقيادات الفلسطينية، والتي أكدت من خلالها على مساعيهم لتحسين ظروف الحياة للفلسطينيين والدفع لتحقيق السلام وتقديم الدعم المالي لهم وغيرها ".
وشدد على أن السلطة متمسكة بوقف عدوان وجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وعدم القبول بحكومة ماضية بالاستعمار والتهويد والاستيطان وسياسية القتل والاعتقال، كذلك الاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى، وغيره، الذي من شأنه أن يوتر الأوضاع بالمنطقة.
أوهام جديدة
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول أن زيارة بلينكن إلى فلسطين تأتي في إطار مواصلة أمريكا لدعمها السياسي والعسكري لحكومة الاحتلال الصهيوني، وتوسيع التطبيع.
وشدد الغول لـ "الاستقلال" على أن أمريكا شريك الاحتلال في عدوانه على شعبنا وأمتنا، كما أنها تعمل على حمايته من المساءلة الدولية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن زيارة بلينكن غير مرحب بها ولا يمكن القبول ما سيصدر عنها من نتائج، فهي ستخدم دولة الاحتلال ولن تحمل أي جديد للفلسطينيين، سوى "الأوهام".
ورأى أن الإدارة الأمريكية تبيع السلطة "أوهاماً" جديدة، عبر حديثها عن تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتمسكها بحل الدولتين، الذي يٌمكن حكومة الاحتلال بالاستمرار بمخطط التهويد، وصولا للضم الكامل وحسم الصراع.
ولفت إلى أن بلينكن خلال لقائه مع قيادة السلطة الفلسطينية مارس ضغوطاً عليها؛ من أجل العودة عن قرار وقف التنسيق الأمني، وعدم اقدامها على اجراءات إضافية.
وشدد على ضرورة تتبني السلطة مواقف واضحة وصريحة، كالإعلان عن إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى التأكيد للإدارة الأمريكية أن ما يجري هو مخطط لتصفية القضية الفلسطينيةـ وأن استمرار القتل ضد الفلسطينيين، سيقابل بمواقف حازمة، لن تقف عند حدود التنسيق الأمني.
ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة السلطة إلى عدم الخضوع للإملاءات الأمريكية، حول إعادة التنسيق الأمني، والاستمرار في العمل النضالي باعتباره الخيار الأوحد لشعبنا الفلسطيني للتخلص من هذا الاحتلال العنصري.
كما دعا إلى ضرورة معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، من خلال انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإنشاء برنامج وطني تحرري، يقوم على قاعدة أن الصراع مع الاحتلال، صراع شامل باستخدام كل وسائل المقاومة، منها المسلحة، وأن الاتفاقات مع دولة الاحتلال لم تعد قائمة.
خدمة للاحتلال
بدوره، رأى الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن لقاء بلينكن بالقيادة الفلسطينية لن يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، بل الاحتلال الإسرائيلي فقط.
وقال قاسم لـ "الاستقلال" إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أثبتت على مدار وجودها، انحيازها الكامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني".
وأضاف:" الإدارات الأمريكية داعمة سياسيا وعسكريا واقتصاديا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فهي تكرس حالة الشراكة الكاملة والمتواصلة معه بالعدوان على شعبنا".
وأشار إلى أن الإدارات الأمريكية تمثل غطاء لحكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة لتمرير سياستها الإجرامية وعدوانها بحق شعبنا ومقدساتنا وأسرانا.
ورأى أن هدف لقاء بلينكن بعباس لن يخرج عن ضمان استمرار الموقف الاستراتيجي للاحتلال، والضغط على السلطة لاستمرار التنسيق الأمني، كذلك تعزيز علاقتها مع دولة الاحتلال.
وأشار إلى أن السلطة موقفها ضعيف أمام مواجهة الضغوط الأمريكية، وعدم قدرتها على اتخاذ قرار التنصل من الاتفاقات مع الاحتلال واتخاذ موقف حازم بعلاقته معه، نتيجة تصرفها المنفرد بعيدا عن الاجتماع الوطني.
ولفت إلى ضرورة أن تقاوم السلطة الضغوط الأمريكية الكبيرة الممارسة ضدها، بالعمل الوطني المشترك، لجعلها قادرة على مواجهة التحديات التي تمر به القضية الفلسطينية.
التعليقات : 0