السجون تشهد حالة غليان

بعد الهجمة الشرسة على الأسرى.. هل دخلت تهديدات "بن غفير" حيز التنفيذ؟

بعد الهجمة الشرسة على الأسرى.. هل دخلت تهديدات
الأسرى

 غزة / معتز شاهين:

تشهد سجون الاحتلال حالة من الغليان والغضب، أثر الهجمة الشرسة التي نفذتها إدارة مصلحة السجون خلال اليومين الماضيين بحق الأسرى في سجون (عوفر والنقب ومجدو والدامون)، وقطع التيار الكهربائي عن أسرى سجن النقب وتحويله إلى عزل.

 

وتضعنا هذه الحالة في السجون أمام تساؤل، هل دخلت تهديدات ما يسمى بوزير الامن القومي بحكومة الاحتلال "إيتمار بن غفير" ضد الاسرى حيز التنفيذ؟، الأمر الذي يؤكده مختصون بشؤون الاسرى.

 

وأوضح هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال" الأربعاء، أن ما أعلن عنه المتطرف "بن غفير" من تهديدات ضد الاسرى هو الان ينفذ بشكل يومي، متوقعين أن تزداد وتيرتها خلال الأيام المقبلة.

 

وقرر "بن غفير" مؤخراً إغلاق مخابز "البيتا" الخاص بالأسرى الفلسطينيين في سجني "ريمون والنقب الصحراوي"، وذلك في إطار سياسته التضييقية على الاسرى، قائلا: "ما يستحقونه هؤلاء هو عقوبة الإعدام، ولكن لحين انتهاء إقرار قانون الإعدام، يجب معاملتهم كمخربين". على حد تعبيره.

 

واستمراراً لتصريحاته التحريضية، توعّد "بن غفير"، بإعدام منفذي العمليات الفدائية، بـ"الإعدام على كرسي كهربائي"، وذلك في تصريحات صدرت عنه خلال اجتماع لكتلة حزبه ("عوتسما يهوديت") البرلمانية، نقلتها وسائل الإعلام "الإسرائيلية".

 

وفي وقتٍ سابق أصدر "الكنيست" الإسرائيلي قراراً بالموافقة على مشروع قانون ينص على سحب الجنسية من الأسرى الفلسطينيين من سكان القدس والداخل المحتل.

 

السجون تغلي

 

بدوره أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ياسر مزهر، أن الشعارات التهديدية التي أطلقها المتطرف "إيتمار بن غفير" أثناء خوضه الانتخابات "الإسرائيلية" ومنها سياسة التضييق على الاسرى الفلسطينيين دخلت حيز التنفيذ.

 

وقال مزهر في حديث خاص مع "الاستقلال"، إن التهديدات تطبق على ارض الواقع تدريجيا، حيث تم الاعتداء مؤخراً على الاسيرات ورشهم بالغاز المسيل للدموع وعزل ممثلة الاسيرات، ياسمين شعبان، وإغلاق الأقسام وسحب كل المقتنيات من الاسرى.

 

وأضاف، أن الاسرى في ظل تصريحات "بن غفير" يتعرضون إلى هجمة شرسة غير مسبوقة، ما يتطلب من الكل الفلسطيني بالتحرك العاجل على كل المستويات، السياسية، والدبلوماسية، والفصائلية، والإعلامية، والشعبية، لإنقاذ الاسرى من سياسية "بن غفير" وحكومة المتطرفين. 

 

 وبيّن مزهر، أن سجون الاحتلال تشهد الان انتفاضة حقيقية، حيث بدأ الأسرى بخطوات تصاعدية تمثلت في "حل التنظيم"، في سجن النقب، ورفض الفحص الأمني، مشيراً إلى أن لجنة الطوارئ العليا في سجون الاحتلال ستعلن خلال الأيام القادمة عن برنامج وطني لمواجهة هذه التهديدات.

 

وكان الأسرى في جميع قلاع الأسر، أعلنوا في 5/يناير الشهر الماضي، حالة التعبئة الشاملة، استعدادًا لمواجهة واسعة ضد الإجراءات العقابية التي اتخذتها إدارة مصلحة السجون بغطاء من حكومة الاحتلال المتطرفة بزعامة "بنيامين نتنياهو".

 

الحالة مرشحة للانفجار

 

وأوضح الأسير المحرر والمختص بشؤون الاسرى رأفت حمدونة، أن ما أعلن عنه المتطرف "إيتمار بن غفير" من تهديدات ضد الأسرى في سجون الاحتلال هو الان ينفذ بشكل يومي، وأن سياسية دولة الاحتلال اتجاه الاسرى أخذة بالتصاعد وهناك قرارات وُضعت وهي بحيز التنفيذ الان للتضيق أكثر عليهم.

 

وقال حمدونة لـ "الاستقلال"، إنه منذ اللحظة الأولى التي أطلق فيها المتطرف "بن غفير" تهديداته بالتضييق على الاسرى من سجن نفحة، بدأ بتنفيذ الكثير منها مباشرة، حيث صادر الأدوات الكهربائية، وأجرى تنقلات جماعية بين صفوف الاسرى لم تشهدها الحركة الاسيرة منذ سنوات.

 

وَأضاف، أن سجون الاحتلال تشهد حالة إرباك شديد وعدم استقرار نتيجة الاقتحامات المستمرة، وعمليات التفتيش التي أصبحت يومية لغرف الاسرى دون أن يفرق بين الاسرى والاسيرات، وكان أخرها أشد ضراوة وقسوة في قسم الاسيرات بسجن الدامون.

 

وشدد حمدونة، أن الحركة الوطنية الاسيرة ترى أن المعركة مع إدارة السجون مستمرة وهم جاهزون لكل اشكال المواجهة سواء كانت تكتيكية عبر ارجاع الوجبات وما شابه او استراتيجية كالإضراب المفتوح عن الطعام والمواجهة وحل التنظيم.

 

وأمام سياسة التضييق وعدم استسلام الحركة الاسيرة لها، يتوقع المختص، أن الحالة مرشحة للانفجار خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يتطلب موازاة الحدث خارج السجون كداخله، واخذ الامر بجدية وأن يكون العمل على عدة أصعدة منها الجانب السياسي، من خلال طرح قضية الاسرى بقوة في كل اللقاءات السياسية واستقبال الوفود وأن يكون هناك عمل دبلوماسي على صعيد المنظمات الحقوقية ووزارة الخارجية بالاجتماع مع السفراء بدول الخارج.

وشدد المختص، على أهمية العمل الإعلامي من خلال نشر وإبراز قضية ومعاناة الاسرى بعدة لغات إلى العالم لتوضيح حقيقة ما يحدث من انتهاك بحقهم، إضافة إلى استخدام الجانب القانوني كأداة ضغط من خلال ملاحقة ضباط دولة الاحتلال وعلى رأسهم "بن غفير" من خلال التعامل مع منظمات حقوقية وإنسانية واتحاد المحامين الفلسطينيين والعرب.

 

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق