غزة – أريحا / معتز شاهين
أكد مختصان بالشأن السياسي الفلسطيني، أن جريمة الاحتلال، ضد أبناء شعبنا في مخيم "عقبة جبر" بأريحا، تأتي في إطار تعميق حالة الفشل والازمة التي يعيشها الاحتلال، وتكشف فشله في التقدم خطوة للأمام في مسألة وأد المقاومة.
ويرى المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، الاثنين، أن الجريمة رسالة للوسيط الذي يجتمع هذه الايام مع قادة فصائل المقاومة، أنه ماضي في سياسية القتل والاجرام، وأن الاحتلال يرتكز على ذلك من خلال الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" للمنطقة، الذي لم يدين سفك الاحتلال للدم الفلسطيني.
واغتالت قوات الاحتلال فجر الاثنين، 5 مقاومين واصابت اخرين، خلال عملية عسكرية نفذتها في أريحا واستهدفت مجموعة من المقاومين زعم الاحتلال تنفيذ بعضهم عملية اطلاق نار جنوب أريحا في 28 يناير الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء الشهداء وهُم: "رأفت وائل عويضات ٢١ عاماً، مالك عوني لافي ٢٢ عاماً، أدهم مجدي عويضات ٢٢ عاماً، إبراهيم وائل عويضات ٢٧ عاماً، ثائر عويضات ٢٨ عاماً".
واوضحت وزارة الصحة والهيئة العامة للشؤون المدنية الحالة الصحية لمصابين برصاص الاحتلال جراء عدوانه على أريحا.
من جانبها نددت القوى والفصائل الفلسطينية بالجريمة الصهيونية متوعدة بالرد على الجريمة، التي تدلل على تخبط الاحتلال.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الجريمة الجديدة يرتكبها الاحتلال الصهيوني المجرم، بحق أهلنا ومقاومينا في عقبة جبر في أريحا بالضفة المحتلة، لن ترهب شعبنا ومقاومينا، مشددا على ان شعبنا لم يتراجع عن مقاومته حتى دحر الاحتلال عن كامل تراب فلسطين."
سياسة انتقامية
يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، أن جريمة الاحتلال "الإسرائيلي"، ضد أبناء شعبنا في مخيم عقبة جبر بأريحا والتي خلفت عدد من الشهداء والجرحى، تأتي في إطار تعميق حالة الفشل والازمة الذي يعيشها الاحتلال، وتكشف عدم قدرته على أن يتقدم خطوة في مسألة وأد المقاومة في الضفة المحتلة.
وقال عوض في حديث لـ "الاستقلال"، الاثنين: "شعور المستعمر بالهزيمة يدفعه لاستخدام أساليب إجرامية بهدف إخضاع الشعب الذي يقع تحت الاحتلال، الأمر التي تستخدمه "إسرائيل"، ويفشله في كل مرة الشباب الثائر في الضفة الغربية والقدس."
وأضاف، "إسرائيل تستخدم أدوات أثبتت فشلها مرات سابقة، ما يدلل على أن هذه السياسة هي انتقامية بالدرجة الأولى ومحاولة للخروج من الازمة الداخلية التي تواجه حكومة نتنياهو"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة الإجرامية لن تفيد "إسرائيل" شيئا ولم تجلب لها الإحساس بالأمن ولا الطمأنينة.
واعتبر عوض، جريمة الاحتلال بمخيم "عقبة جبر" في الوقت التي تجتمع فيه الفصائل الفلسطينية بالقاهرة بدعوة مصرية رسالة "إسرائيلية" مفادها، أنها ماضية في سياسية القتل والاجرام، وأن الفلسطيني عليه دوما أن يدفع ثمن التهدئة، الأمر الذي يحرج الوسيط، وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار ان الاحتلال هو المعتدي وان الشعب الفلسطيني له الحق في الرد.
ومن جهة ثانية يرى، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" للأراضي الفلسطينية، أخرجت الاحتلال من أزمته وشرعنت جرائمه، بدليل أنه لم يدين سفك الاحتلال للدم الفلسطيني ولم يمارس أي ضغط من شأنه أن يوقف جرائم الاحتلال، الأمر الذي شجع الاحتلال على جريمة أريحا.
وعن طبيعة الرد المتوقع على الجريمة، قال المختص: "الاحتلال يعلم جيدا أن جرائمه ستجلب ردا فلسطينيا يليق بحجمها، ولذلك الرد لن يختلف وسيكون بعمق الجريمة".
واتخذ جيش الاحتلال، أول قرار له في أعقاب الجريمة البشعة التي ارتكبها في مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا، والتي خلفت عدد من الشهداء والجرحى، وهو منع دخول العمال الفلسطينيين من أريحا إلى مستوطنات الأغوار.
وحسب القناة الـ14 العبرية، فان هذا القرار تم اتخاذه خوفا من تنفيذ هجمات انتقامية.
الرد بحجم الجريمة
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، المجزرة "الإسرائيلية" في أريحا تأتي في سياق سلسلة العمليات الإجرامية التي تنفذها حكومة الاحتلال الفاشية بزعامة "بنيامين نتنياهو"، وزادت حدتها مع الازمة الداخلية بالكيان، في مسعى "إسرائيلي" لحرف الأنظار عن هذه الازمة.
وقال الصباح لـ "الاستقلال"، إن الاحتلال اعتاد ان تكون منطقة اريحا هادئة خاصة بعد توقف العمليات الفدائية عبر نهر الأردن، مشيراً إلى أن عمل المقاومة في هذه المنطقة من خلال كتيبة "عقبة جبر" بالنسبة لهم تطور خطير، ويهدد أطماع الاحتلال في المنطقة.
وأَضاف، "مخيم عقبة جبر يقع في منطقة يريدها الاحتلال يهودية خالصة، وأعلن ذلك بشكل واضح من خلال مشروع "ألون" عام 1967، على أن منطقة الأغوار، هي حزام مانع عن العمق العربي والقومي لفلسطين، لذلك الاحتلال يخشى تمدد كتائب المقاومة إلى هذه المنطقة ويصعب السيطرة عليها كجنين ونابلس.
وأوضح الصباح، أن مسألة الرد على جريمة اغتيال المقاومين بأريحا لن تطول، خاصة وأن الشباب الفلسطيني أخذو على عاتقهم الرد منفردا على جرائم الاحتلال، مشدداً على ان عملية الشهيد "خيري علقم" في الـ 27 يناير الشهر الماضي بالقدس ردا على جريمة الاحتلال بالخليل خير دليل.
واكد الصباح على أهمية المصالحة الوطنية، داعياً طرفي الانقسام إلى تجاوز كل الخلافات التي لم تجلب سوى الضرر للقضية الفلسطينية، وأن يلحقوا بركب الشباب الثائر، من خلال تشكيل غطاء سياسي لهم عبر برنامج يلتف حوله كل الجماهير الفلسطينية، للجم الاحتلال الاسرائيلي.
ويتوقع الصباح أن الفلسطينيين مقدمين على مواجهة شاملة مع الاحتلال في ظل تدحرج الأحداث شيئا فشيئا في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة، وكذلك ما أعلن عنه الاحتلال مؤخرا من إقامة مستوطنة على غلاف قطاع غزة، الأمر الذي يعتبر استفزاز لغزة.
التعليقات : 0