غزة / معتز شاهين:
أكد محللون ومختصون أن مصادقة الاحتلال الاسرائيلي على إقامة مستوطنة «حانون» قرب حدود قطاع غزة، يشكل تحدياً للمقاومة الفلسطينية ويدفع باتجاه التصعيد معها بشكل مباشر في ظل إعلانها بشكل واضح أنها لن تقبل تمرير مثل هذه القرارات.
وشدد المحللون لـ»الاستقلال» على أن الهدف من انشاء مستوطنة «حانون»، هي محاولة من قبل «نتنياهو» للحفاظ أكثر على قاعدته الشعبية لدى سكان غلاف غزة، من أجل ضمان استقرار وضعه السياسي، وإرضاء ائتلافه الحكومي على حساب أمن المستوطنين، وكذلك يأتي في سياق مشاريع حكومته التي تشكلت بناءً على دعم مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وفي ختام مناقشة ما يسمى "المجلس الوطني للتخطيط والبناء" في حكومة الاحتلال أصدر المجلس، توصية للحكومة بإقامة مستوطنة أطلق عليها اسم "حانون" في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وادعى ما يسمى بوزير البناء والإسكان "يتسحاق غولدكنوف"، أن المستوطنة الجديدة ستلبي مطلب الاستيطان في المنطقة، وستعزز الحدود الجنوبية، وأن المصادقة عليها له أهمية هذه الأيام خاصة في المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة.
وتعد مصادقة "مجلس البناء والتخطيط " الإسرائيلي الخطوة الأخيرة قبل البدء في البناء الفعلي للمستوطنة التي تبعد نحو 7 كيلومترات من السياج الحدودي شرق القطاع، حيث من المقرر أن تستوعب 500 عائلة من المستوطنين.
وقالت تقارير صحفية "إسرائيلية"، إن حكومة "بنيامين نتنياهو" ستخصص مليون شيكل لإقامة البنية التحتية الخاصة بمستوطنة "حانون"، التي دشنها "نتنياهو" بنوفمبر العام الماضي. "وحانون" هو اسم مؤقت سيطلق على المستوطنة الجديدة، وتعتبر الأولى التي يتم المصادقة على بنائها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة منذ سنوات والتي يصل عددها إلى أكثر من 50 مستوطنة، يقطنها نحو 55 ألف مستوطن.
المستوطنة تحت التهديدات
وأكد الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، أن مصادقة الاحتلال على إقامة مستوطنة "حانون" قرب حدود قطاع غزة يدفع باتجاه التصعيد بشكل مباشر مع المقاومة الفلسطينية في غزة في ظل إعلانها بشكل واضح أنها لن تقبل مثل هذه القرارات ولن تمر.
وقال الظاظا لـ"الاستقلال"، أمس الثلاثاء، إن المصادقة على مستوطنة "حانون" يأتي في سياق مشاريع حكومة "بنيامين نتنياهو" التي تشكلت بناءً على دعم مشاريع الاستيطان سواء في الضفة الغربية أو الداخل المحتل النقب والجليل.
وأضاف أن قرار الاحتلال بشأن "حانون" يشكل حالة تحدٍ للمقاومة الفلسطينية، خاصة وأن هذه المستوطنة لا تبنى على أساس أنها مستوطنة زراعية وإنما ستكون بؤرة للاستيطان يتم نقل مستوطنين للإقامة فيها.
وشدد الظاظا، أن "حانون" تعتبر تهديداً للأمن القومي لقطاع غزة، باعتبار أنها سابقة خطيرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال ولكون مستوطنات القطاع معظمها تم انشاؤها قبل عام 1967، مضيفا: "فصائل المقاومة تدرك ذلك جيدا ولديها خطط واسعة وشاملة لمواجهة هكذا مخططات".
وتابع: "المقاومة الفلسطينية بغزة أخرجت قبل 18 عاما أكثر من 20 مستوطنة من داخل القطاع، وهي لن تقبل أن يعاد برنامج الاستيطان بالقرب منها ثانياً".
وبين المختص، أن "نتنياهو" يبحث عن شيء يدلي فيه الستار على ضعفه وفشله في مواجهة المقاومة في الضفة الغربية، والتي وصلت مؤخرا إلى اريحا، وهو يدرك أن الخيار هو تعزيز الاستيطان ومحاولة الذهاب الى التصعيد الشامل مع قطاع غزة.
نتائج عكسية
ويرى الكاتب والمحلل السياسي خليل القصاص، أن بناء مستوطنة محاذية لقطاع غزة جزء من مخططات حكومة الاحتلال بزعامة "بنيامين نتنياهو، ومن معه من المتطرفين الفاشيين "ايتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش"، والتي عنوانها التوسع الاستيطاني في كل فلسطين المحتلة .
وقال القصاص لـ "الاستقلال"، إن المسعى "الإسرائيلي" من وراء مستوطنة "حانون"، هي محاولة من قبل "نتنياهو" للحفاظ أكثر على قاعدته الشعبية لدى سكان غلاف غزة، من أجل ضمان استقرار وضعه السياسي، وإرضاء ائتلافه الحكومي.
وأضاف، أن "نتنياهو" عبر مصادقته على مستوطنة "حانون" يضع المستوطنين في مرمى نيران المقاومة، الأمر الذي سيسوق نتائج عكسية عليه نتيجة قراره، خاصة وأن المقاومة لن تسمح بإنشاء هذه المستوطنة وستضعها على سلم بنك أهدافها في أي جولة تصعيد مقبلة.
ولفت القصاص، إلى أن "نتنياهو" لا يهمه كثيرا حياة المستوطنين بقدر ما يهمه مستقبله السياسي وبقاء حكومته قوية ومتينة، لذلك هو يذهب إلى إرضاء ائتلافه الحكومي عبر تعزيز الاستيطان في كل المناطق الفلسطينية سواء في الضفة او القدس او حتى غلاف غزة.
واستذكر المختص، قول "ارائيل شارون" وزير احتلال سابق، قبل انسحابه من مستوطنات قطاع غزة، "نتساريم كـ تل أبيب"، في المقابل أُجبر على الرحيل تحت ضربات المقاومة، وهذا يؤكد أنه لا مجال امام الفلسطيني إلا المقاومة لكونها الطريق الأنجع للجم الاحتلال على كل ممارساته ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وتلجأ قوات الاحتلال أثناء فترات التصعيد مع قطاع غزة، لسياسة التهجير الإجباري المرحلي مع سكان المستوطنات في الغلاف، خشية من تعرّضهم لصواريخ المقاومة أو عمليات التسلّل والاقتحام أو أن يصبحوا أسرى في يد المقاومة.
يذكر أن قوات الاحتلال رحّلت المئات من العائلات الاستيطانية من مستوطنات غلاف قطاع غزة، خلال العدوان على قطاع غزة في صيف 2014 ونقلتهم إلى مدن الكيان المحتل خوفًا على حياتهم، إلى جانب نزوح مئات العائلات خلال عدوان مايو 2021.
التعليقات : 0