غزة - القدس المحتلة خالد داود:
تواصل سلطات الاحتلال"الإسرائيلي" اتخاذ مزيد من الإجراءات الاستباقية ضد الفلسطينيين في مدن الضفة والقدس المحتلة، قبيل حلول شهر رمضان، الذي يتزامن هذا العام مع ما يسمى عيد "الفصح" اليهودي، بحيث تتضمن تلك الإجراءات، اتخاذ قرارات وتشكيل وحدات خاصة، وشن حملات اعتقال واسعة بحق الشبان والفتية، بالإضافة إلى إصدار قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وفي ذات السياق، تعتزم سلطات الاحتلال تشكيل سريّة احتياط خاصة للخدمة في"وحدة المستعربين" التابعة للشرطة بالقدس المحتلة، مهمتها مواجهة المقدسيين خلال أي مواجهات قد تشهدها المدينة في شهر رمضان المبارك.
ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن قائد ما يسمى "حرس الحدود" أمير كوهين، أمر بتجهيز قوة احتياطية تتبع لوحدة المستعربين الخاصة، وتعمل معها في حال تصاعدت الأوضاع الميدانية خلال شهر رمضان، وعيد "الفصح" اليهودي في القدس.
وأشارت إلى أن قرار تجنيد هذه القوة جاء لأول مرة بفعل حالة التوتر الأمني القائم في القدس والضفة الغربية، لافتة إلى أن مهامها ستتركز في القدس.
وقال مسؤول في شرطة الاحتلال: إن "مهمة القوة الاحتياطية ستتركز على التصدي لأحداث العنف في القدس ومحيطها خلال رمضان، وسيتغلغلون في الميدان وسط السكان لإحباط أي هجمات أو أي مواجهات". وفق تعبيره.
خطوة خطيرة
عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس راسم عبيدات، حذّر من خطورة تشكيل الوحدة المذكورة على المقدسيين، خاصة في شهر رمضان الذي يشهد تواجدًا كبيرًا في المدينة المقدسة المحتلة وباحات المسجد الأقصى، سيّما ما بعد الإفطار وصلاة التراويح.
وأشار عبيدات في حديثه لـ "الاستقلال" إلى أن "الاحتلال يدفع باتجاه تجنيد وحدات المستعربين وتجهيزها بشكل كبير، للاستناد إليها في الكثير من العمليات الخطيرة التي تنفذها بحق الفلسطينيين".
ولفت إلى أن وحدة "المستعربين" تعمل متخفية ويختلط أفرادها بين المتظاهرين والشبان المقدسيين بهدف السيطرة عليهم واعتقالهم أثناء حدوث أي مواجهات أو أعمال مقاومة في المدينة المقدسة، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تقوم شرطة الاحتلال بتوزيع أفراد هذه الوحدات على أبواب وباحات المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.
وبيّن عبيدات أن إقدام الاحتلال على هكذا خطوات استباقية قبيل قدوم شهر رمضان تكشف عن نواياه الخبيثة لشن هجمات واقتحامات للأقصى، وممارسة المستوطنين طقوساً تلمودية.
وتوقع عبيدات أن تؤدي ممارسات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر رمضان المبارك إلى تأجيج الأوضاع في الأقصى والدفع نحو إشعال مواجهة مع المقدسيين قد تمتد لتطال مناطق أخرى من الأراضي الفلسطينية.
والمطلوب فلسطينياً أمام هذه المخططات والخطوات"الإسرائيلية"، وفق عبيدات، ضرورة وجود موقف وإرادة سياسية فلسطينية ترتقي إلى حجم المخاطر التي تهدد مقدساتنا والتوقف عن بيانات الشجب والاستنكار واتخاذ خطوات فعلية على الأرض لردع الاحتلال عن جرائمه.
وطالب عبيدات الأنظمة العربية بالتوقف عن خذلان الفلسطينيين، والتطبيع مع الكيان الصهيوني، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين، والتوقف عن إصدار المواقف التي تساوي الضحية بالجلاد.
ضعف وعجز الاحتلال
بدوره، يرى المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي أن "تشكيل سلطات الاحتلال قوة احتياط خاصة بوحدة المستعربين استعدادًا لرمضان، يعبر عن عجزها وضعفها، كونها ترى في الشهر الفضيل نوعًا من التحدي الكبير لها، باعتبار أن المقدسيين يشكلون تهديدًا واضحًا لها خلال الشهر".
وأضاف الهدمي في حديثه لـ"الاستقلال"، أن سلطات الاحتلال ترى نفسها عاجزة أمام ما يجري في القدس والضفة الغربية من مقاومة ومواجهة، لصد اعتداءاتها المتصاعدة بحق الفلسطينيين، لذلك تتوقع تصعيدًا واضحًا خلال الشهر الفضيل يفقدها السيطرة على الأوضاع، وخاصة في الداخل المحتل والمدينة المقدسة.
وتابع: "لا شك أن هذه القوة تُشكل خطرًا كبيرًا على الفتية والشباب المقدسيين، كونها تخترق صفوفهم وتتواجد بينهم، ما يُهدد بملاحقتهم واعتقالهم في حال اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال"، مؤكداً على فشل كل هذه الخطوات "الإسرائيلية" في الحد من العمل المقاوم، لا سيما وأن هذه الوحدات الخاصة لم تتمكن خلال السنوات الماضية، من السيطرة على المقدسيين بشكل كامل، بل جرى كشف العديد من أفرادها أثناء المواجهات، مما شكل لدى الشبان حافزًا للتحدي وعدم الاستسلام.
وأضاف الهدمي أن "الاحتلال يعتقد واهماً أن الأسلوب الأمني والقبضة الحديدية يساهم في توفير الأمن له بالقدس، وهو ما أثبتت الأيام عكسه تماماً.
و"المستعربون"، هم وحدات أمنية سرية خاصة تابعة لشرطة الاحتلال، يتغلغل أعضاؤها بلباس مدني وسط المحتجين والمتظاهرين الفلسطينيين، يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم، وسرعان ما ينقلبون ضدهم عنفًا واعتقالًا لصالح قوات الاحتلال" الإسرائيلي".
ويقوم "المستعربون" بمهمة اعتقال المقاومين، أو تفريق التظاهرات، وتحريض الشباب الفلسطينيين على أفعال توفر مبررًا لمطاردتهم واعتقالهم، كأن يحرضونهم على رشق مركبات جنود الاحتلال بالحجارة، كما يقومون هم أنفسهم بذلك لتوتير الأجواء، مما يتيح لقوات الاحتلال مهاجمة التظاهرات وقمعها.
التعليقات : 0