غزة/ باسل عبد النبي:
حذر مختص في الشأن المقدسي من تبعات دعوات ما تسمى "منظمات الهيكل" اليهودية المتطرفة للمستوطنين لاقتحام واسع للمسجد الأقصى يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بمناسبة ما يسمى عيد "المساخر" اليهودي.
وتسعى الجماعات اليهودية المتطرفة إلى تغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى، من خلال فرض طقوسها التلمودية، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع وبشكل جماعي، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه.
وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد وتيرة الاقتحامات، واستمرار التحريض ضد المسجد الأقصى، والذي شهد خلال شباط/فبراير الماضي، اقتحام أكثر من 3 آلاف و587 مستوطنا، أدوا صلوات تلمودية وما يسمى بـ"السجود الملحمي" عند أبوابه.
"الأقصى" صاعق تفجير
وأكد رئيس مركز القدس الدولي والخبير في الشأن المقدسي د. حسن خاطر أن هذه الدعوات والاقتحامات التي أطلقتها ما تسمى منظمات الهيكل، تهدف الى تسخين الأوضاع، ودفعها نحو التصعيد.
وأضاف خاطر في حديث لـ"الاستقلال" أن: "منظمات الهيكل وقيادة التطرف الممثلة بسموتريتش وبن غفير يحاولون إشعال الأحداث، ويمثلون الصاعق الذي سيؤدي الى انفجار الأوضاع في فلسطين من خلال تحريك العديد من الملفات وعلى رأسها المسجد الأقصى، ليثبتوا لأنفسهم وللمتطرفين أتباعهم، أنهم استطاعوا إحداث فارق في العديد من الملفات، وعلى رأسها المسجد الأقصى والقدس".
تزييف التاريخ
وأوضح المختص المقدسي أن الجماعات اليهودية المتطرفة تهدف إلى نزع الخصوصية الإسلامية عن المسجد الأقصى؛ ليبدو وكأنه مكان لهم أو مشترك بينهم وبين المسلمين في أضعف الأحوال.
وشدد على أن الأعياد اليهودية ليست لها أي علاقة بالمسجد الأقصى، وكلها كانت في المنفى احتفلوا بها في الأماكن التي تواجدوا فيها بعيدا عن فلسطين؛ ولكنهم يحاولون ربط مناسباتهم بالمسجد الأقصى لتزوير التاريخ والدين والحقيقية بدوافع استعمارية، من أجل إنجاح مشروعهم الاستيطاني، وتدعيمه بمبررات دينية.
وتابع: "حتى اليوم فشلوا في ذلك بدليل أن أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى ليست كبيرة وليست من الشخصيات الدينية المميزة لديهم".
محاولات السيطرة والتقسم
ولفت إلى أن جماعات الهيكل تقدمت بقرابة الـ 16 مطلبا من بن غفير تتعلق باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، منها الاقتحام من جميع الأبواب، والخروج من جميع الأبواب أسوة بالفلسطينيين، والاحتفال بمناسباتهم الدينية داخل المسجد، وإلغاء تحديد أوقات الاقتحام معتبرا تلك المطالب التي تم تأجيلها لأسباب أمنية تطورا خطيرا.
وأشار إلى التقسيم الزماني الذي يفرضه الاحتلال في الأقصى منذ سنوات، حيث أن الحصة الزمنية المخصصة للمستوطنين تعادل المخصصة للفلسطينيين إن لم تفوقها وفي أحيان كثيرة لا يسمح للفلسطينيين الدخول إلا في وقت الصلاة وهو ما رأيناه حينما أخرجوا المعتكفين من المسجد بالقوة في شهر رمضان.
ونوّه د. خاطر إلى أن هناك تحكم وتسلط على أوقات المسلمين في المسجد الأقصى لدرجة أن الاحتلال يسعى الى تحويل الوقت المخصص للمسلمين فقط وقت الصلاة.
وأكد بأن مخطط التقسيم المكاني فشل، والاحتلال لم يحصل على موقع قدم في المسجد الأقصى رغم محاولاته الكثيرة، ومنها محاولة السيطرة على مصلى باب الرحمة، ولكنه فشل بعزيمة المصلين الذين قاموا بكسر أقفال المصلى وأعادوا السجاد فيه.
وشدد على أن مقاومة المرابطين في المسجد الأقصى أفشلت مخططات التهويد، ولو وجد الاحتلال تهاونا من المقدسيين؛ لنجح في السيطرة على المسجد الأقصى.
ووجه خاطر رسالة إلى علماء المسلمين في كل مكان متسائلا فيها عن غيابهم عن المسجد الأقصى وما يجري فيه، داعيا إياهم إلى عدم انتظار الفاجعة الكبرى وهي هدم المسجد الأقصى.
ودعا العلماء إلى توثيق علاقة الشعوب بالمسجد الأقصى وتحريض الأمة الإسلامية لتصبح القدس ومسجدها أكثر حضورا في وعيهم ووجدانهم.
التعليقات : 0