الضفة المحتلة / معتز شاهين:
تزايدت اعتداءات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية مؤخراً، نتيجة توفير حكومة المتطرفين بزعامة «نتنياهو»، ووزرائه «ايتمار بن غفير» و»بتسلئيل سموتريتش»، من أحزاب الصهيونية الدينية، الدعم المعنوي والمادي للمستوطنين وحمايتهم من الملاحقة القضائية.
واتخذت اعتداءات المستوطنين أشكالا عدة، إذ شملت (عمليات القتل، ومصادرة الأراضي وتجريفها والسيطرة عليها بالقوة، وتقطيع الأشجار واقتلاعها وحرقها، وإعطاب إطارات المركبات، وعمليات دهس، وإطلاق نار حي، والاعتداء على منازل المواطنين ودور العبادة ومؤسسات التعليم، وتخريب المنشآت والمعدات، وخطّ شعارات تحريضية عنصرية معادية للفلسطينيين على جدران المنازل ودور العبادة).
وأعنف هذه الاعتداءات حينما تسلل مستوطنون متطرفون تحت جنح الظلام إلى بلدة "حوارة" قضاء نابلس، في 26 فبراير/شباط الماضي، وأضرموا النار في عشرات منازل ومركبات الفلسطينيين، فيما فرضت قوات الاحتلال حصاراً خانقاً مع دعوة غير مسبوقة أطلقها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، "بتسلئيل سموتريتش"، بمحو القرية من الوجود.
عوامل متراكمة
المختص بشؤون الاستيطان د. خالد معالي، يرى أن عدة عوامل متراكمة زادت من اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة أبرزها، استمرار التزام السلطة الفلسطينية ببنود اتفاق "أوسلو"، الأمر الذي استغله ما يسمى بوزير الأمني القومي "الإسرائيلي"، المتطرف "إيتمار بن غفير"، بشكل أوسع.
وقال معالي في حديث مع "الاستقلال"، الاثنين، إن نتائج الانتخابات "الإسرائيلية" الأخيرة أفرزت حكومة تعتبر الأكثر تطرفا من الحكومات السابقة، جعلت صوت المستوطنين يعلو ويزداد، الأمر الذي زاد من غلو المستوطنين بالدم الفلسطيني.
وأضاف أن الاحتلال استغل صمت العالم والمؤسسات الدولية التي لم تقدم أي خطوة عملية من اجل وقف اعتداءات المستوطنين، سوى عبارات الشجب والاستيطان، التي اعتبرها الاحتلال ضوءاً أخضر لمواصلة الاعتداءات، والبناء الاستيطاني.
وحذر معالي، من خطورة اعتداءات المستوطنين الممنهجة خلال المرحلة المقبلة، نتيجة أنها تُخطط وُتنفذ بحماية أمنية من قبل قوات الاحتلال، وبتوجيهات من المتطرفين "بن غفير" و"سموتريتش"، مشيراً إلى أن هؤلاء المتطرفين، يسعون إلى جعل جريمة إحراق المستوطنين ببلدة "حوارة" في 26 فبراير/شباط الماضي، نموذجاً للبلدات الاخرى.
ولفت، إلى أن اعتداءات المستوطنين أصبحت تلامس أطراف بعض المدن والقرى الفلسطينية الكبرى، في ظل تعزيز الحماية للمستوطنين وتسهيل أوامر إطلاقهم النار على الفلسطينيين، الامر الذي يتوجب أن يكون هناك رد فعل فلسطيني قوي يلجم هذه الاعتداءات.
وأكد المختص، أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يملك طاقات قوية جدا يستطيع من خلالها لجم اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، لكن هذه الطاقات بحاجة إلى التحليل من اتفاق "أوسلو"، لبدء ترتيب البيت الفلسطيني، حتى يدخل الجميع في دائرة مقاومة الاحتلال.
ضرب الديموغرافية
وبدوره قال المختص بشؤون الاستيطان والقدس علاء الريماوي، إن ظاهرة اعتداءات المستوطنين ليست بالجديدة، ولكنها ازدادت وتيرتها مع وصول قادة المتطرفين بدول الاحتلال لسدة الحُكم الذين يعملون على دعم وتعزيز هذه الاعتداءات سواء بالضفة أو القدس المحتلة.
وأَضاف الريماوي لـ "الاستقلال"، أن اعتداءات المستوطنين تهدف لخلق هيبة الدولة، لذلك هم يسعون إلى إخافة الفلسطيني وانهاكه بجملة الاعتداءات، للسيطرة على أرضه، من أجل ضرب الديموغرافية الفلسطينية، لبناء دولة المستوطنين.
وبين، أن أكثر من 180 اعتداء للمستوطنين ضد الفلسطينيين كل ثلاثة أشهر، في اشارته الى ارتفاع عدد وشكل الاعتداءات بعد تولي حكومة الاحتلال الفاشية بزعامة "بنيامين نتنياهو" سدة الحكم ومن معه من المتطرف "سموتيرش" و"بن غفير".
وأشار الريماوي، إلى أن المستوطنون بالضفة والقدس يشكلون دولة، ولهم جيشهم ومؤسساتهم، وهم مدعومون بشكل مطلق من الحكومة "الإسرائيلية"، لذلك هم يقومون بالعربدة والاعتداء على الفلسطينيين دون الخشية من أحد، لا سيما مع توفير الحماية اللازمة لهم من قبل قوات الاحتلال.
شدد المختص، على ضرورة مواجهة اعتداءات المستوطنين من خلال تشكيل لجان شعبية للمواجهة، ولجان فصائلية للعمل والاسناد، إضافة إلى أن السلطة الفلسطينية تقوم بدورها في محاكمة الاحتلال على جرائمه، وخاصة التصريحات العنصرية الأخيرة لوزير المالية "الإسرائيلي" بتسلئيل سموتريتش، لمحو بلدة "حوارة".
التعليقات : 0