غزة/ دعاء الحطاب:
أكد الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، أن حدث انفجار عبوة ناسفة على مفرق مجدو شمالي فلسطين المحتلة، أدخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في حالة إرباك كبيرة وقلق شديد من إمكانية عودة استخدام الفلسطينيين للعبوات الناسفة، والتي تُشكل خطر حقيقي على سير الحياة العامة في "إسرائيل".
وقال العجرمي خلال حديثه لـ "الاستقلال"، أن خطورة الحدث تتجلي من خلال توالي الاجتماعات والجلسات التي عقدها وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت مع غالبية قادة الأجهزة الأمنية كرئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس ركن الاستخبارات العسكرية الجنرال أهارون حليفا.
وأضاف أن القادة الصهاينة والمحللين العسكريين أجمعوا على: "أننا أمام حدث غير عادي سواء كان ذلك بسبب نجاح المنفذين من وضع العبوة داخل العمق (الإسرائيلي) أو حجم العبوة كمًا ونوعًا"، كما وصفوه بأنه يوازي العمليات الاستشهادية التي أوقعت عشرات الجنود والمستوطنين، في حين اعتبره وزير جيش الاحتلال بأنه "تطور نوعي وخطير".
وبين أن ما يزيد قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنّ "حدث مجدو" يأتي بالتزامن مع اشتعال العمليات الفدائية بأراضي الضفة الغربية، وفي ظل استمرار حالة التوتر التي تسود المنطقة منذ عام تقريباً، وكذلك كونه يتزامن مع اقتراب شهر رمضان الذي يزيد من قابلية اشتعال الأوضاع".
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية باتت تستخدم تكتيكات متطورة في إدارة الصراع، وأصبحت قادرة على الوصول لنقاط حساسة جداً للاحتلال، ومُتقدمة على المستوي الأمني والاستخباري والعسكري، الأمر الذي يقلق حكومة بنيامين نتنياهو ومنظومتها الأمنية، ويضعها بدائرة الشك.
ونوه إلى أنّ "انتشار ظاهرة زرع عبوات جانبية في عمق الكيان الإسرائيلي يعني زيادة عدد التهديدات واتساع رقعتها، وخطورة نتائجها على الكيان الصهيوني، باعتبارها أكثر الأدوات فتكاً بجنوده ومستوطنيه على مدار تاريخ الصراع.
وأشار الى أن الخطورة تتمثل بـ "إمكانية أن تقوم المقاومة بزرع العبوات الناسفة في طريق والمجندات والأليات الإسرائيلية وتفجيرها عن بعد، وايقاع خسائر فادحة بصفوف الاحتلال، دون أن تؤدي لاستشهاد المنفذين، مما يترك أثراً جدياً على تحركات العدو خاصة في مدن وقري ومخيمات الضفة الغربية التي يتقدم بها الجيش كـ " نابلس وجنين".
وشدد على أن حكومة الاحتلال ومنظومتها الأمنية باتت عاجزة تماماً عن مواجهة التقدم والتطور النوعي المّستمر بعمل المقاومة الفلسطينية بالضفة، ومُحاربة الحاضنة الشعبية القوية للمقاومة، فقد فشلت كافة اجراءاتها وسياساتها القمعية بذلك، الأمر الذي يضعها بموقف حرج أمام الشارع الاسرائيلي واليمين المُتطرف المُنتخب، وقد يؤثر سلباً على امكانية نجاحها خاصة في ظل تصدع الجبهة الداخلية بسبب الخلافات حول التعديلات القانونية.
الاحتلال يُصرح
ونشر الأمن الإسرائيلي، أمس، تفاصيل حدث "مجدو" شمال فلسطين المحتلة، والذي منع النشر حوله لأيام.
وجاء في بيان مشترك للمتحدثات باسم جيش الاحتلال والشاباك والشرطة الإسرائيلية أن القوات الأمنية قامت بتحييد منفذ عملية "مجدو".
وفي تفاصيل العملية، أشار بيان الاحتلال أنه في بداية الأسبوع الحالي، تم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجيدو (شارع 65)، مما أدى إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح خطيرة.
وأثناء عمليات التفتيش وإغلاق الطرق، أُوقفت سيارة في منطقة "موشاف يعارا" (خط 899)، وتم ملاحظة منفذ العملية وبحوزته أسلحة وأحزمة ناسفة جاهزة للاستخدام وأشياء أخرى.
وأضافت قوات الاحتلال أنها أطلقت النار على منفذ العملية ما أدى إلى استشهاده، مشيرةً إلى أن تحييده حال دون وقوع هجوم آخر.
ويظهر تحقيق أولي أن منفذ العملية عبر على ما يبدو الأراضي اللبنانية إلى الأراضي المحتلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبعد الهجوم قرب مفترق "مجدو، أوقف المنفذ سيارة وطلب من السائق قيادتها شمالًا.
وأشارت قوات الاحتلال أن الهجوم يخضع لتحقيق موسع، وأن قوة خاصة من الشاباك ووحدة "يمام" تمكنت من تصفية منفذ عملية "مجدو" .
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" ووزير الجيش "يوآف غالانت" أصدرا تعليماتهم للمسؤولين الإسرائيليين بعدم إدلاء أي تصريحات حول عملية مجدو، بناء على توصيات الجيش.
وضجت وسائل التواصل العبرية، بسلسلة من الشائعات حول طبيعة الانفجار الذي أصيب فيه فلسطيني من الداخل خلال قيادته للشاحنة على الطريق رقم 65، تراوحت ما بين الحديث عن ضلوع إيراني في العملية أو حزب الله وحركة حماس.
التعليقات : 0