الاستقلال /معتز شاهين:
أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني العقاد، أن الاجتماع الخماسي المنوي انعقاده في مدينة شرم الشيخ المصرية، غداً الأحد، بدعوى البحث عن سبل عملية لمنع انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان، لن يأتي بجديد وسيفشل كما فشل من قبله الاجتماع "الأمني" في مدينة العقبة بالأردن، يوم 26 شباط 2023.
وشدد العقاد في حديث خاص لـ "الاستقلال"، أن إعادة المحاولة لـ "لقاء العقبة" وتكرار الاتفاقيات التي لا تحترمها حكومة الاحتلال، تضرب مصداقية التحرك الأمريكي والمصري والأردني، وينزع الثقة في أي تحرك قادم.
يذكر أن مدينة "شرم الشيخ" المصرية، تستضيف الأحد، اجتماعا أمنيًا، يضم السلطة الفلسطينية، والأردن ومصر، والاحتلال "الإسرائيلي"، إضافة إلى الولايات المتحدة التي ضغطت بشكل كبير تجاه عقد هذا الاجتماع.
وأوضح الكاتب العقاد، أن الولايات المتحدة تريد إعادة المحاولة من جديد وتقنع نفسها بأنها قد تنجح في نزع فتيل التصعيد بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، الأمر الذي ستفشل فيه بسبب انحيازها الواضح للاحتلال على حساب الدم الفلسطيني.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية لا تملك خططا سياسية لحل الصراع، وهي تتوافق مع الاحتلال "الإسرائيلي" في إدارة الصراع لا حله، وبالتالي هي تحاول أن تعطي الاحتلال مساحة أوسع لإدارة الصراع حتى تستنفذ كل ما لدى الفلسطيني من قوة.
وعن مشاركة السلطة الفلسطينية بالاجتماع أردف الكاتب السياسي: "هذا مؤتمر إقليمي وتشرف عليه الولايات المتحدة والسلطة مُجبرة على المشاركة فيه نتيجة الإملاءات الأمريكية، ولكن بالأصل يجب أن يكون هناك إرادة فلسطينية قوية بعدم المشاركة، إلا في حال التزمت دولة الاحتلال بكف يدها عن أبناء شعبنا ووقف كل الإجراءات التهويدية بالقدس".
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، أعلن في وقت سابق من اليوم السبت، مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع شرم الشيخ الأمني المقرر انعقاده.
وقال الشيخ عبر صفحته في "فيسبوك": "يشارك الوفد الفلسطيني يوم غد في اجتماع شرم الشيخ بحضور إقليمي ودولي".
وتأتي مشاركة السلطة في الاجتماع المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، رغم رفض معظم القوى الوطنية بما فيها فصائل منضوية تحت لواء منظمة التحرير.
وبالعودة للكاتب العقاد، حيث شدد على أنه يجب أن يكون هناك ضمانات حقيقية أمام الفلسطينيين، تلتزم بها الولايات المتحدة ومصر والأردن، تتعلق باجبار"إسرائيل" على التوقف عن ممارساتها الاحتلالية وتحترم وجود السلطة في الضفة، وما دون ذلك لا داعي لمشاركة الأخيرة.
من جهة اخرى أكد العقاد، أن المقاومة الفلسطينية الآن هي تتصدر المشهد بالضفة الغربية، ولا يمكن تغييبها أو استثناؤها، وأن كل الخطط الأمنية التي تحاك للقضاء عليها ستبوء بالفشل.
وكانت القمة "الأمنية" التي عقدت في مدينة العقبة بالأردن، يوم 26 شباط 2023، قد أفضت إلى قرارات تتعلق بالامتناع عن مصادقة حكومة "بنيامين نتنياهو" على المزيد من المخططات الاستيطانية خلال الأشهر المقبلة، ووقف اقتحام المدن الفلسطينية وعمليات القتل، وهو ما تنصل منه الاحتلال علناً بعد الاجتماع بساعات.
التعليقات : 0