الاستقلال / معتز شاهين
تزداد المخاوف "الإسرائيلية" من اندلاع حرب أهلية داخل دولة الاحتلال، وذلك في ظل ما تشهده "إسرائيل" من موجة تظاهرات عارمة ضدّ التعديلات القضائيّة التي تسعى حكومة نتنياهو إلى تطبيقها.
ويرى مختصان بالشأن الإسرائيلي أن خيارات الحرب الأهالي باتت واقعية، نتيجة تعنت "بنيامين نتنياهو" بتطبيق خططته بالانقلاب على القضاء، وفي ظل توالي التحذيرات من كافة المستويات بالكيان، مع مشاهد العنف والفوضى التي شهدتها المظاهرات المتواصلة ضد الحكومة.
وحذر المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، من نية نتنياهو إلى حرف الأنظار عن أزمته الداخلية من خلال اشعال المنطقة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان المباركة.
وأظهرت معطيات نتائج استطلاع أجرته القناة 13 العبرية، أن 58% من "الإسرائيليين"، يعتقدون أن الحرب الأهلية أو الصدامات العنيفة في كيان الاحتلال سيناريو محتمل، في حين يعارض غالبية المستطلعين خطة "الإصلاح القضائي" الذي يقودها "نتنياهو"
وأمام هذه المعطيات، تدخل الرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، على غير العادة، على خط الأزمة بين الحكومة والمعارضة، وعرض مبادرة لتجنب ما وصفه انهيار دستوري وحرب أهلية في ظل الخطة الحكومية لإصلاح الجهاز القضائي.
وتضمنت بنود مبادرة "هرتسوغ"، سن قانون أساس لتنظيم العلاقة بين السلطتين القضائية والتشريعية، وتعديلا قانونيا يحد من نطاق استخدام المحكمة العليا بحجة عدم المعقولية لإلغاء قرارات حكومية، كما طالبت بدعم وتعزيز المحاكم للتغلب على الضغط الذي يحد مما وصفه نجاعة الجهاز القضائي.
ولتجنب اندلاع الحرب الأهلية، ناشد "هرتسوغ"، ما يسمى بوزير القضاء، ورئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء بتعليق العملية التشريعية وعدم التصويت على الخطة الحكومية "لإصلاح" الجهاز القضائي، الأمر الذي قبلته المعارضة ورأت فيه جوانب إيجابية، في المقابل رفضها "نتنياهو" بدعوى أن أجزاء رئيسية منها تكرس الوضع القائم ولا تجلب التوازن المطلوب في السلطات "الإسرائيلية".
تدحرج متسارع
الكاتب والمختص بالشأن "الإسرائيلي" عاهد فراونة، يرى أن المشهد داخل "إسرائيل" يتدحرج بشكل متسارع باتجاه اندلاع حرب أهلية، نتيجة أن الائتلاف الحكومي برئاسة "بنيامين نتنياهو"، يحاول استغلال الوقت بتمرير عدة قوانين، وسعي المعارضة في تحشيد الفعاليات والراي العام من أجل مواجهتها.
وقال فروانة في حديثه مع "الاستقلال"، السبت، إن رفض "نتنياهو" لمبادرة رئيس الكيان "إسحاق هرتسوغ"، المتعقلة بنزع فتيل الأزمة، يدلل على أن حالة الصدام ستزداد بالمرحلة المقبلة، مع إصرار "نتنياهو" على خطة إصلاح الجهاز القضائي.
وأضاف فروانة، أن تباعد المواقف السياسية في دولة الاحتلال على أثر فشل مبادرة "هرتسوغ"، يعمق الازمة الداخلية ويطيل من عمرها ويزيد من حالة الاستقطاب، خاصة في ظل استطلاعات الرأي الأخيرة التي أعطت أحزاب المعارضة 63 مقعدًا، مقابل 57 للائتلاف الحكومي، والخشية التي رافقتها من اندلاع الحرب اللأهلية.
ويتوقع فراونة، أن يقدم نتنياهو نتيجة زيادة الضغوطات الداخلية عليه، إلى حرف الأنظار من خلال اشعال المنطقة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس، نتيجة أن "الإسرائيليين" بكل ألوانهم هم يتوحدون بالعدوان ضد الفلسطينيين.
وعبر المختص فروانة، عن خشيته بأن جُملة التحذيرات "الإسرائيلية" الأخيرة من حالة الاحتقان التي ستكون في مدينة القدس المحتلة خلال شهر رمضان المبارك، مقدمة لما سيقدم عليه "نتنياهو" حتى يبعد أخطار الأزمة الداخلية بالكيان عنه.
حرف الأنظار
وأكد الكاتب والمختص بالشأن "الإسرائيلي" نهاد أبو غوش، أن خيار الحرب الأهلية داخل دولة الاحتلال بات واقعيًا، الا إذا تراجع رئيس الائتلاف الحكومي "بنيامين نتنياهو" عن خططته بالانقلاب على القضاء.
وقال أبو غوش لـ "الاستقلال"، إن توالي التحذيرات من وقوع حرب أهلية داخل الكيان، يدلل على أن خيار الحرب أصبح خياراً واقعياً محتملاً وبات امرا جديا جدًا.
وأضاف أبو غوش أن أبرز التحذيرات، ظهرت في تصريحات الرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، الذي تدخل على غير العادة بالشؤون السياسية، ونادى بكل ثقله في محاولة لكبح مخطط "نتنياهو" وحكومته في قضية "الإصلاح القضائي".
وأوضح أو غوش، أن هناك نُذر للعنف بدأ يلوح بالأفق، وأن مشاهد العنف خلال المظاهرات، والتحريض، والتحذيرات من اغتيال شخصيات، هو بداية لما هو قادم، مستذكراً عنف المتظاهرين حينما حاصروا "سارة نتنياهو" داخل صالون حلاقة.
ولفت إلى أن المشهد السياسي بالكيان يتدحرج إلى نحو التصعيد أكثر وأكثر، نتيجة أن "نتنياهو" لم يعد قادرًا على التراجع عن خطته بالإصلاح القضائي، في ظل تهديد شركاءه بالائتلاف بالاستقالة والانقلاب عليه، ما يزيد الأمور تعقيدا.
ولم يستعبد أبو غوش، أن تستشر الحكومة "الإسرائيلية" أكثر في ارتكاب المزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني، بهدف حرف الأنظار عن خطة "نتنياهو" القضائية، خاصة وأن ذلك هو برنامجها التي قامت عليه.
التعليقات : 0