الاستقلال/ باسل عبد النبي:
أكد المختص في شؤون الأسرى حسن عبد ربه، اليوم الأحد، أن نشر الأسرى في سجون الاحتلال لوصيتهم مع اقتراب بدء معركة الإضراب عن الطعام، مؤشر واضح على جديتهم في خطواتهم النضالية المقبلة مع حلول شهر رمضان المبارك.
وقال عبد ربه خلال حديث مع "الاستقلال" إن: "الأسرى جاهزون لدفع الثمن الباهظ والكبير في هذه المعركة حتى لو ارتقى منهم شهداء نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام".
ولفت عبد ربه إلى، أن التصعيد تجاه الأسرى جاء بقرار سياسي من حكومة الاحتلال ومن الإرهابي بن غفير الذي أراد الانتقام من الأسرى، مضيفًا: "بن غفير صاحب مبادرة وتشريع قانون إعدام الأسرى وحرمانهم من العلاج ومن الهوية والإقامة وسرقة أموالهم من البنوك وغيرها من الإجراءات الإجرامية، والتي كانت تتم بقرار حكومي من الاحتلال".
وشدد على ضرورة تلقف الجميع لهذه الوصية والعمل على إسناد الأسرى وعدم تركهم وحدهم في مواجهة عنجهية الجلاد الإسرائيلي، الذي ينتقم منهم بقرار سياسي ما يتطلب منا كفلسطينيين أن نكون على قدر المسؤولية في هذه المواجهة.
وتابع: "نحن نتعامل مع عدو مجرم، يستهدف الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني، من خلال القتل والإعدامات الميدانية، وهدم البيوت ومصادرتها، والاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة، بالإضافة إلى فرض تشريعات وقوانين لتجريم النضال الفلسطيني، من خلال وسم الأسرى الذين يقدمون التضحيات بالقتلة والمجرمين".
وذكر عبد ربه أن قضية الأسرى تحتل أهمية قصوى في حالة الصراع المفتوح مع الاحتلال، والذي يطال كل مناحي الحياة اليومية الفلسطينية، مؤكدًا أن نضال الأسرى مشروع وفق المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية كافة.
وأضاف: "هؤلاء الاسرى الأبطال يشكلون نموذجًا يحتذى به في مقاومة الاحتلال، وهم طليعة ثورية مناضلة من أجل تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني".
ولفت عبد ربه إلى أن معركة الأسرى ليست محصورة داخل أسوار السجون فحسب، إنما معركة لها تداعيات ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمكان الذي قد تصل إليه الأوضاع التي سترتبط بما يجري داخل السجون.
وطالب المختص في شؤون الأسرى بتنظيم أكبر سلسلة من الأنشطة والفعاليات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لمخاطبة العالم، وذلك لتعزيز فرص تحقيق الإنجاز بأقل الخسائر وفي أقل فترة زمنية ممكنة.
ونشر الأسرى، اليوم الأحد، وصيتهم، وذلك قبل أيام من بدء الإضراب عن الطعام، والذي يأتي ضمن خطوات العصيان والاحتجاج التي يقوم بها الأسرى لليوم الـ33 على التوالي، رداً على الهجمة الشرسة التي تشنها إدارة السجون بحقهم، وقرارات وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير ضدهم عدا عن تشريع قوانين تستهدفهم.
وقال الأسرى في وصيتهم: "بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان نصارع المستحيل، سنحارب حتى النهاية بين فكي كماشة الإهمال وأنياب "بن غفير" الاستعمارية".
وأضافوا: "لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة مكشوفين لسهام الأعداء، احموا أرواحنا وظهورنا فأنتم أهالي القيم والمبادئ، والرهان عليكم كاسب، حررونا ونحن أسرى أحياء قبل أن نكون جثثاً ميتة وأرقاماً، حررونا من مدافننا الحديدية الباردة، حررونا من ثلاجات الموتى، حررونا من مقابر الأحياء قبل أن نتحول إلى شواهد منسية في مقابر الأرقام".
وأوصوا بتعزيز المقاومة الشاملة، والوحدة الوطنية، والاهتمام بذوي الشهداء والأسرى والمرأة الفلسطينية، والتمسك بالثوابت الوطنية، حتى تحرير فلسطين والانتصار على المحتل.
وأعلنت الحركة الأسيرة البدء بالخطوات الفعلية عصر اليوم، لدخول الإضراب بعد فشل كل جلسات الحوار مع إدارة سجون الاحتلال.
وكانت الحركة الأسيرة جددت دعوتها لكل قوى الشعب الفلسطيني في المؤسسة الرسمية، والمؤسسات الشعبية، والفعاليات الجماهيرية، وكل الفصائل والأحزاب، للاستمرار بدعم الأسرى وتعزيزهم لا سيما مع اقتراب دخولهم بالإضراب المفتوح عن الطعام مع بداية شهر رمضان.
التعليقات : 0