غزة/ سماح المبحوح:
أكد الخبير الأمني والعسكري د. محمود العجرمي أن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "مقلاع داوود" المضادة للصواريخ خلال معركة "ثأر الاحرار" على قطاع غزة، يرجع لأسباب عدة، منها تطور صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وقال العجرمي لـ "الاستقلال" إن استخدام جيش الاحتلال منظومة "مقلاع داوود" يتعلق بشكل مباشر بمستوى التهديد الذي مثلته صواريخ المقاومة، منها "بدر-3" و"براق-85" على مدينة "تل أبيب" ومحيطها، خاصة مناطق "هولوم" و"ريشون لتسيون" و"بات يام" و"رحوفوت" جنوبي المدينة، ومنطقة "رامات جان" شرقيّها، ومنطقة "غوش دان" وسطها.
وأضاف" أن السبب الآخر يعود لرغبة القيادة العسكرية الإسرائيلية في تسجيل استخدام قتالي "ناجح" لمنظومة "مقلاع داوود"، والتي لم تستخدم قتالياً بصورة عملية من قبل، سوى مرة واحد عام 2018، بعد أن جرى تفعيلها للتصدي لـ صاروخين بالستيين قصيرى المدى من نوع "توشكا"، روسيي الصنع، تم إطلاقهما من سوريا.
فشل كبير
وأشار إلى إقرار بلدية "تل أبيب" بصورة علنية، وعلى نحو واضح، بأنّ منظومة "القبة الحديدية" فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة، تحديداً الصاروخ الذي أصاب أحد المباني في منطقة "رحوفوت".
وشدد على أن صواريخ "بدر-3"، التي أطلقتها سرايا القدس خلال المواجهة الحالية، تُمثل تهديداً جدياً، يحتاج لتفعيل منظومة دفاعية متوسط المدى، مثل منظومة "مقلاع داوود"، لافتا إلى أن هذا النوع من الصواريخ ظهرت للمرة الأولى في أيار(مايو) 2019، حين استخدمتها السرايا في قصف مدينة "عسقلان"، ولكن كانت النسخة المستخدمة في ذلك التوقيت ذات مدى يصل إلى 45 كيلومتراً.
ولفت الخبير العسكري إلى أن المقاومة كانت دائما تفاجئ الاحتلال بما لديها من صواريخ نوعية، من حيث مداها ودقة رؤوسها التدميرية، إذ وصلت صواريخها لمطار "رامون" أي على بعد 250كم من غزة، كما دمرت قوتها مباني ضخمة، كما حدث بـ " رحوفوت" التي قتلت بها مستوطنة وأصيب آخرون، على عكس "مقلاع داوود" الذي لا يتجاوز مداه 200كم.
خسائر الاحتلال
وشدد على حجم الخسائر الاقتصادية والعسكرية والمعنوية التي مُني بها جيش الاحتلال، حيث تبلغ تكلفة صاروخ "مقلاع داوود"مليون دولار مقابل 300 دولار تكلفة صاروخ المقاومة.
وأشار إلى أن الخسائر اليومية لجيش الاحتلال وصلت لـ 55 مليون دولار، ثمن مصروفات وحدة الطيران والذخائر والأسلحة، والوحدات العسكرية المختلفة، إلى جانب الخسائر البشرية التي لا يتم الإعلان عنها بوضوح، كذلك خسائر قطاعات الاقتصاد والسياحة والتعليم، نتيجة فرض المقاومة حصارا عليها بفعل صواريخ المقاومة.
وأجبرت المقاومة الفلسطينية، جيش الاحتلال الإسرائيلي على استخدام منظومة "مقلاع داوود"، للمرة الأولى، في معركة "ثأر الأحرار" مع قطاع غزة، من أجل التصدي للصواريخ التي أطلقتها في اتجاه "تل أبيب".
وتمّ اللجوء إلى استخدام منظومة "مقلاع داود" للدفاع الجوي والدفاع الصاروخي متوسط المدى، بعد فشل القبة الحديدية التابعة للاحتلال في أداء هذه المهمة.
وبدأ الاحتلال تطوير "مقلاع داوود" عام 2006. وفي آب(أغسطس) 2008، وقّعت شركتا "رفائيل" الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية و"رايثيون" الأميركية اتفاقيةً لتطوير هذا النظام. وبحسب موقع "ميسل ثرت" (missilethreat.csis.org) الأميركي، المتخصّص بالشؤون العسكرية والدفاعية، فإنّ "مقلاع داوود" هو نظامُ دفاعٍ جوي وصاروخي إسرائيلي قصير ومتوسط المدى، يُستخدم في التصدّي للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وللصواريخ الباليستية والموجّهة، على غرار "كروز"، وتلك التي يتراوح مداها بين 100 و200 كيلومتر.
وشنت "إسرائيل" عدوانًا على قطاع غزة فجر 9 مايو/ أيار 2023، استمر خمسة أيام، افتتحته باغتيال 3 من قيادات المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وردت سرايا القدس وغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بإطلاق عملية "ثأر الأحرار"، وقصفت بمئات الصواريخ مستوطنات الغلاف المحاذية للقطاع والبلدات والمدن المحتلة جنوبي فلسطين ووسطها؛ ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة 77 آخرين.
وأكدت مصادر عبرية تضرر نحو 40 منزلًا ومنشأة نتيجة سقوط الصواريخ، منها أضرار كبيرة في مبنى بمدينة "رخوفوت" جنوبي "تل أبيب"، ومبانٍ في عسقلان وسديروت.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 33 مواطنًا، بينهم 6 من قادة سرايا القدس، وإصابة 190 آخرين، بالإضافة إلى هدم عشرات المنازل.
التعليقات : 0